هل يقطع تحسن الحالة الصحية للسلحفاة “لاكي” واستجابتها للعلاج الطريق على محاولة تسفيرها؟ وهل ثمة موجب لمثل هذه الخطوة بعد أسبوعين من العلاج المنتظم، وظهور بوادر تؤكد تماثلها للشفاء ولو ببطء؟
تساؤلات لا بد منها، بعد التداول بموضوع تسفيرها، علما أن مثل هذه الخطوة قد تكون متسرعة، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن السلحفاة تحسنت وبات بإمكانها مضغ الطعام وتطورت حركتها، وبات في إمكانها السباحة في حدود معينة، ما يعني أنها استجابت للعلاج، وما ينتظرها الآن هو التأهيل قبل إطلاقها في بيئتها الطبيعية، علماً أن ثمة أكثر من جهة أبدت الاستعداد لتأهيلها تطوعا، ولا سيما عناصر الدفاع المدني الذين يتابعون علاجها.
لقد فرضت قضية السلحفاة بعض التحديات على لبنان الرسمي والأهلي، لا سيما لجهة افتقاد لبنان لمراكز تأهيل ومعالجة، وأظهرت أن لا معنى لوجود محميات طبيعية ما لم تكن حاضنة لمراكز متخصصة في علاج الكائنات على أنواعها، إن في المحميات البحرية (صور وجزر النخيل)، وإن في المحميات البرية، وهذا ما يرتب مسؤوليات تبدأ بالضغط على الوزارات والمؤسسات المعنية لتكون هذه المراكز هدفا في قائمة أولوياتها، خصوصا وأن لبنان فيه الكثير من الكفاءات العلمية القادرة على إدارة هذه المراكز، ولا ينقص إلا التمويل والمتابعة.
“لاكي”… مطمئنة وهادئة
بعد آخر زيارة قام بها الطبيب المختص المكلف من وزارة الزراعة الدكتور محمد سكرية ووفد من “جمعيةAnimals Lebanon” منذ يومين، وخلال متابعتنا لوضعها الصحي كـ “جميعة Green Area الدولية” وموقع greenarea.info، أكد لنا الدكتور سكرية ان “السلحفاة بدأت بالتحرك بطريقة افضل، وهي تتغذى بكمية اكبر من الأسماك، مع تحسن في حركة الفكين، ما يساعده على المضغ، كما انها تبدو مطمئنة هادئة”، واضاف ان “السلحفاة تأخذ جرعتها المحددة من المضاد الحيوي بانتظام، حقنا بالابر”.
وبحسب “Animals Lebanon”، فإن “السلحفاة في تحسن وقد زادت كمية طعامها وتحسنت حركة الفكين، وهي بحال افضل ويبدو انها استجابت للعلاج عبر حقنها كل ثلاثة ايام بجرعة المضاد الحيوي”.
كذلك الامر تحدثنا الى فريق الانقاذ البحري في الدفاع المدني الذي بذل جهدا كبيرا، ولعله الاهم من حيث الرعاية والعناية وتقديم المساعدة الطبية، فأكد لنا بأن السلحفاة “لاكي” تحسنت بنسبة كبيرة، الا اننا ما زلنا نضع لها الطعام في فمها مع تحسن واضح في حركة المضغ، ونتابع وضعها يوميا ونبدل لها المياه في الحوض”.
إجراء معاملات تسفيرها
وبدأ وزارة الزراعة بالعمل على اصدار شهادة طبية للسلحفاة لتسفيرها الى اليونان، بناء على طلب “جمعيةAnimals Lebanon “، لاستكمال علاجها وتأهيلها تمهيدا لإطلاقها في البحر.
تحققنا من الموضوع من الدكتور محمد سكرية، فقال ان “جمعيةAnimals Lebanon تكفلت بتأمين الدواء الجديد بعد ان استشارت جمعية مختصة في اليونان، وكانت الجمعية اليونانية قد عرضت تسفير السلحفاة وتقديم المساعدة لها في مركزها في أثينا، وبالتالي عرض علينا الأمر، ولكننا نرى انها تماثلت للشفاء بنسبة 80 بالمئة، ولا خطر على حياتها ان بقيت تحت المراقبة والرعاية وبدء محاولة تأهيلها تمهيدا لاطلاقها في البحر، وقد تستغرق مدة تأهيلها شهرين من المتابعة اليومية”، واكد سكرية “نحن مع قرار تسفيرها فقط في حال كان ثمة خطر على حياتها وبناء على تقييم وضعها الصحي يتخذ اي قرار في هذا المجال”.
وبحسب مدير الجمعية جايسن ماير، فقد اكد انه تحدث مع مديرية الثروة الحيوانية في بيروت للحصول على موافقة لنقل السلحفاة الى مرفق متخصص في اليونان برعاية جمعية حماية السلاحف البحرية في اليونان ARCHELON
وأكد ماير في رسالة إلى موقعنا greenarea.info ان “قرار التسفير تتخذه الوزارة اذا رأت مصلحة للسلحفاة في ذلك، وفي حال تم اتخاذ هذا القرار، فانه يحتاج الى عدة اجراءات ابرزها شهادة موافقة على الترحيل صادرة عن وزارة الزراعة كونها، نقطة الاتصال الوطنية في الاتفاقية الدولية لتجارة أنواع الحيوانات والنباتات البرية المعرضة للانقراض (سايتس –CITES).