هل أن ضغوطات الحياة اليومية، هي السبب وراء تزايد حالات الصداع النصفي، أو “داء الشقيقة” الـ Migraine؟ وهل ثمة دور للإجهاد اليومي والتعب النفسي والــ Stress في هذا المجال؟
حاولنا عبر موقعنا greenarea.info رفع تساؤلاتنا إلى ذوي الاختصاص في الجهاز العصبي، بعدما تبين ان الصداع النفسي يطال شريحة مهمة من الشعب اللبناني خصوصا لدى النساء، فهل من وقاية عاجلة للحد من هذه التداعيات الصحية؟
جبيلي… مطلوب تغيير نمط الحياة!
ان الصداع النصفي اي الـ Migraine يصيب نصف الرأس، وهو مرض مزمن يتجلى في حالات متكررة من الصداع، مصحوبا بظواهر جسدية ونفسية، وهو شائع لدى حوالي 12 بالمئة من الاشخاص، اذ تشمل الاعراض المرضية التغيرات مزاجية، التعب، صعوبة التركيز، الجوع أو تصلب الرقبة.
في هذا السياق تحدث الاخصائي في الجهاز العصبي الدكتور سهيل جبيلي لـ greenarea.info، فقال: “ان التشنج اليومي stress يؤدي الى خلل في جهاز المناعة، وبالتالي احتمال زيادة التشنج في عضلات الدماغ ما يؤدي الى الم في الرأس، وينجم عن ذلك الصداع النصفي الناتج عن الاجهاد، حيث تبين لنا انه يطاول شريحة مهمة من اللبنانيين، خصوصا النساء، ما يعرضهن لخطر الجرحة الدماغية بمعدل 3 او 4 اضعاف”.
وشدد جبيلي على “ضرورة تغيير نمط الحياة عند المصاب به، والابتعاد قدر المستطاع عن الاجهاد العملي والنفسي”، وقال: “أما العلاج الدوائي فيقتصر عند النساء المصابات به هو الحد من الاضرابات الهورمونية، كون الصداع النصفي قد يكون ناتجا احيانا عن خلل في هورمون الكورتيكوستيرويد، واذا لم يتم تداركها في العلاج الوقائي قد يؤدي بالمصاب به الى دخول المستشفى لاعطاء العلاجات المناسبة، منها الكورتيزون، وغيرها من ادوية ضد الاوجاع مع امصال”.
حداد: اهمية المعالجة الوقائية
بدوره قال الاخصائي في الجهاز العصبي الدكتور غسان حداد لـ greenarea.info: “لا بد من التركيز على اهمية معالجة الصداع النصفي مسبقا، والناتج عن التشنج اليومي، لانه بكل اسف هو الى ازدياد في يومنا هذا، نتيجة الاوضاع العامة السيئة التي يمر بها البلد، حيث ان النساء هن الاكثر اصابة به، والسبب ان الرجال عندما يمرون بحالة عصبية يتصرفون بهجومية وكثيري الانفعال عكس مما هو عليه الأمر بالنسبة للنساء”.
وقال حداد: “نلجأ الى دواء خاص لمعالجة الكآبة بعدما تبين لنا أنه مفيد ايضا لعلاج الصداع النصفي الناتج عن الضغط او التشنج اليومي، وهو فعال حيث نعطي للمريض حبة قبل النوم بهدف تخفيف ألم الرأس، ونعطي هذا العلاج الوقائي خلال اسبوعين كي لا يصل المريض الى المستشفى للعلاج والتخفيف من الالم في الرأس، دون اللجوء الى استعمال الحقن والبخاخات”.
رحمة: التخوف من المضاعفات
الى رأي الاخصائي في الجراحة وطب الطوارىء الدكتور رشيد رحمة الذي قال لـ greenarea.info: “بكل أسف نقول ان الوضع في البلد يزيد من الصداع النصفي نتيجة الضغط اليومي، ما يؤدي إلى تعب عضلة الرقبة او الرأس والى وجع في الرأس، والاكثر تعرضا هن النساء ما بين عمر 20 و40 سنة، فاذا كان التشنج قويا فهو لا يؤدي فقط إلى الصداع النصفي بل ايضا الى دقات قوية في القلب، وضيق في التنفس واوجاع في العضلات و(تنميل) في اليدين، مع خوف من ارتفاع مفاجىء في الضغط، ولهذا السبب نطلب من المريض تغيير نمط حياته والابتعاد عن التردد وكسر الروتين والامتناع عن المهدئات والقهوة، فأي تفكير سلبي يحطم صاحبه، وبالتالي ينعكس على صحته”.
صعيبي: الصداع نصفي حالة خطرة حتى اثبات العكس
أما الاخصائي في طب الطوارىء الدكتور ناجي صعيي، فقال لـ greenarea.info: “كثيرا ما نواجه حالات الصداع النصفي الناتجة عن التشنج اليومي، حيث يأتي الى قسم الطوارىء للمعالجة عدد مهم من النساء واكثرهن من الكبار بالعمر، والعلاجات تبدأ من الدواء الى المصل، مع ضرورة اجراء الفحوصات الطبية الضرورية واهمها (السكانر)”.
وتابع صعيبي: “ان كل حالة صداع نصفي هي حالة خطرة حتى إثبات العكس، لان كثرا من الحالات من ألم في الرأس قد تنذر بالخطر اذا لم يتم معالجتها مسبقا، خصوصا اذا كان هناك ارتفاع في الضغط، ولهذا نشدد على اهمية وجود طبيب عائلة، كونه يساعد المريض على الوقاية المسبقة من الصداع النصفي قبل الوصول الى حالة الطوارىء”.