سلطت “ناشيونال جيوغرافيك” الضوء على مخلوق مثير للاهتمام بوجه ضخم بطول 20 سنتيمترا، يشبه إلى حد بعيد حشرة أم أربعة وأربعين، اكتشفه عن طريق الصدفة الخبير في علم الحشرات في “متحف التاريخ الطبيعي في لندن” the Natural History Museum in London جورج بيكالوني George Beccaloni، عندما كان يمضي شهر العسل مع زوجته في كانون الأول (ديسمبر) في عام 2000 في جنوب تايلاند.
وقال بيكالوني “لقد كان الأمر مرعبا، بدت كبيرة جدا مع سيقان طويلة ورهيبة في الظلام ولونها أخضر وأسود“، واستطاعت هذه الحشرة أن تختبئ في المياه حتى عثرت عليها بيكالوني ووضعها في زجاجة من المياه متجنبا بذلك لسعتها السامة، وحتى أن زوجته التي كانت تدرس تاريخ العناكب في نفس متحف التاريخ الطبيعي سُرّت كثيرا بهذا الاكتشاف.
وتعيش حشرات أم أربعة وأربعين عادة على اليابسة، وبالتالي اعتقد جورج أنه وجد حشرة غير عادية، ولكن أول خبير استشاره قال له ان هذه كانت مجرد عينة من أنواع واسعة الانتشار، وبعد بضع سنوات عثر زميله في المتحف غريغوري ادجكومب Gregory Edgecombe على حشرتي أم أربعة وأربعين ضخمتين قرب شلالات لاوس، وأظهرت تحاليل الحمض النووي ان الحشرات الثلاث المكتشفة بالإضافة الى حشرة رابعة عثر عليها في فيتنام في عام 1928 كانت أمثلة على أنواع غير معروفة سابقا.
إزالة الغابات المدارية
وأطلقت على الحشرة المكتشفة تسمية “سكلوبيندرا” Scolopendra، ويبدو أن هذه الصدفة بين العلماء والحشرات غريبة ولكنها تحدث كثيرا، ففي عام 2012، وخلال رحلة الى كولومبيا استطاع عالم الطيور البريطاني سيمون ماهود Simon Mahood رصد طيور غير عادية على السهول بالقرب من بنوم بنه.
وبقى ماهود وزملائه يراقبون الطيور حتى تأكدوا أنها واحدة من الانواع غير المعروفة، وهو طائر “تايلبوربيرد” الكمبودي وهو أحد نوعين من أنواع الطيور غير موجود الا في كمبوديا.
ونشر العلماء في العام الماضي 18 ألف نوع غير معروف بما في ذلك الانواع المعترف بها حديثا مثل السلحفاة العملاقة في جزر غالاباغوس، و 60 نوعا من الحشرات، الى جانب الكثير من النباتات التي نشر صورها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويعود اكتشاف هذه الانواع الجديدة الى سعي الكثير من العلماء ونشاطهم في مجال البحث، وسبب آخر وهو أن الأماكن غير المستكشفة سابقا اصبحت في متناول اليد بسبب التنمية وإزالة الغابات في المناطق المدارية، ومن المثير للسخرية أن ازالة أكثر المناطق ذات التنوع البيولوجي في العالم يسهل على العلماء المزيد من الاكتشافات!
