ثمة محاولات عدة لإنقاذ حيوان “النمس الأميركي” ferret American النادر والمعرض للإنقراض، وفي هذا المجال، تقرَّر إرسال اسطول من الطائرات المحملة بزبدة الفول بحجم الشكولا الصغيرة المعروفة بـ M&M، لنشرها في “مراعي مونتانا” Montana grasslands الأميركية، وذلك ضمن الجهود المبذولة لإنقاذ حيوانات النمس المهددة في أميركا الشمالية. وتعطي هذه الخطة أملا لهذه الحيوانات المفترسة والنادرة، تبعا لما أشارت إليه “دائرة الأسماك والحياة البرية في الولايات المتحدة الأميركية“.
وستحمل حبوب زبدة الفول لقاحات ضدَّ مرض الطاعون، لنشرها في مساحة 1200 فدان من البراري، كي تتناولها الكلاب البرية، والتي تعتبر المصدر الرئيسي لطعام وغذاء النمس، والتي كان المرض قد تفشى بسببها، وقلل من أعدادها بنسبة 95 بالمئة في مراعي مونتانا، ما أدى الى نفوق القوارض التي تعتمد عليها كطعام رئيسي.
وبُذلت الكثير من الجهود للحفاظ على “النمس الأميركي“، الا أن الاحصائيات تشير الى أن هناك 300 نمسا تعيش في البراري، وتعتمد هذه القوارض ذات الأقدام السوداء بشكل كامل على الكلاب البرية التي تطاردها وتصطادها، ولكن الطاعون الذي انتشر عن طريق البراغيث قلل من عدد الكلاب البرية.
وعمل الناشطون في مجال البيئة لأكثر من 20 عاما، لإعادة القوارض الى مواقعها في كافة أنحاء أميركا الشمالية على امتداد الطريق من المكسيك الى كندا.
ويوضح عالم الأحياء راندي ماتشيت Randy Matchett من “دائرة الأسماك والحياة البرية في الولايات المتحدة الأميركية” أن “هناك سبعة من حيوان النمس في الحديقة هذا الشهر فقط“. وتابع: “انها سنة جيدة اذا كان عدد النموس سيتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة“.
حماية الحيوانات المهددة بالانقراض
واقترح الباحثون أن اللقاح الذي ستلقيه الطائرات يمكن أن يقضى على ثلاثة أمراض في وقت واحد، وأنه يجب اسقاط هذه اللقاحات كل 30 قدما، حتى تنتشر بسرعة وبشكل موحد بحيث لا تتنافس كلاب البراري عليها، أو ينتهي بها المطاف في فم كلب بري جشع واحد.
ويتوجب على الفريق أيضا تجهيز 350 ألف جرعة من اللقاحات بحلول شهر أب (اغسطس) المقبل، ويعتبر اعطاؤها للحيوانات باليد أمرا يكلف الكثير من الوقت، ولكن الطائرات تستطيع أن تحمل كميات كبيرة، كما أنها تستطيع نشر الحمولة على مدى أوسع.
وفي الماضي اضطر الباحثون لاستخدام المبيدات الحشرية لقتل البراغيث في جحور كلاب البراري، ولكن الآفات استطاعت أن تطور طرق مقاومة، ويمكن أن تكون هذه الحشرات ضارة على الحياة البرية كثيرا.
وطور العلماء قبل بضع سنوات لقاحا لكلب البراري، يعطى من خلال زبدة الفول السوداني، وأظهرت الاختبارات ان هذه الحيوانات أحبت هذه الطريقة من العلاج، وأشارت “هيئة المسح البيولوجي الاميركية” الى أن “اللقاح يعطي مناعة فعالة ضد الطاعون كي يسمح للمزيد من كلاب البراري بالنمو، ويمكن ان يقلل شفاؤها من احتمال انتقال الأمراض الى الحيوانات الاخرى، والمساعدة في الحفاظ على كل حيوانات البرية وحماية الصحة العامة فيها، وحتى انه يبشر بحماية الحيوانات المهددة بالانقراض مثل النمس“.
ويعمل فريق من العلماء على تطوير تكنولوجيا تسمح للطائرات بإطلاق هذه اللقاحات مع زبدة الفول السوداني بحجم حبة الشكولا الصغيرة على أمل ان تكون قادرة على اثبات فكرتها الجديدة بحلول شهر آب (أغسطس).