“فن الشارع”، “الغرافيتي”، “فن الخربشة” أو فن “الدودلينغ”، تتنوع التسميات ولكن النتيجة واحدة، أي تحويل جدران شارع الحمرا في بيروت الى فسحة ثقافية تعج بالرسومات والألوان، وتجمع فن الكوليغرافي والحروف العربية، بين التصوير الرائع لشخصيات فنية مشهورة أو أحداث معينة.
تحوّل الشارع في الآونة الأخيرة إلى فسحة للتعبير الفني في محاولة لتجميله، على اعتبار الليل في الشارع بدأ يشكل فسحة للسّهر، وتحولت المقاهي فيه إلى متنفس للنقاشات والحوارات، وباتت جدرانه تنقل ما يجول في مخيلة الشباب وهواة الرسم.
بالقرب من “سينما سارولا”، أزاحت جمعية “أحلى فوضى” الستار عن جدارية عملاقة قام بتنفيذها المهندس والرسام اللبناني جاد الخوري، على مبنى بنك BBAC في الحمرا.
الجدارية التي أطلق عليها خوري اسم Single man، كما في كل رسوماته، هي عبارة عن رسم ينتمي إلى فن الخربشة أو ما يعرف بفن “الدودلينغ”، ومزيج من الأفكار الحية وضعت في شكل فني متناسق، خطوط عشوائية تخلق أشكالا وألوانا لا متناهية.
لم يكتفِ جاد بجدار واحد للتعبير في رسماته عما يجول بداخله، بل حوّل المباني المدمّرة، لوحات فنية تضفي ألوانا فوق أنقاض الحرب ومآسيها.
تأتي هذه الجدارية الفنية في إطار مبادرة جمعية “أحلى فوضى” الهادفة الى تكريس شارع الحمرا شارعا للفنون والثقافة، والبداية كانت مع جدارية للأسطورة الراحلة صباح نفذها الرسام يزن حلواني.
في هذا السياق، تحاول الجمعية إنجاز العديد من النشاطات التي تهدف إلى اضفاء الفرحة والبهجة في المجتمع. ومن بين نشاطاتها، قامت الجمعية بتحويل بقعة في شارع الحمرا كانت تملؤها النفايات إلى حديقة صغيرة في وسطها شجرة زيتون.
وللأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة حصة في مشاريع الجمعية، إذ عمدت إلى تخصيص أماكن لتسهيل مرورهم، ووضعت اشارات تنبه إلى ذلك، مع العلم أن من لا يلتزم يدفع غرامات مالية قدرها ثلاثمئة ألف ليرة لبنانية.
الجمعية اليوم، تسعى إلى التفاوض مع مالكي ثلاثة مبانٍ جديدة لتنفيذ أعمال فنية متنوعة على واجهاتها.
