في انتظار استكمال معاملة تسفيرها، تحظى السلحفاة “لاكي” بمزيد من الاهتمام والرعاية، ليس من قبل عناصر الدفاع المدني – الإنقاذ البحري في مرفأ الجية فحسب، وإنما من مواطنين يزورونها مطمئنين، كأنهم يعودون مريضا تربطهم به علاقة صداقة ومودة، فإلى الأسماك التي يجلبها صيادون لها يوميا، تمكن أحد المواطنين أمس من إحضار قنديل بحر متوسط الحجم، وقدمه لعناصر الدفاع المدني الذين شرعوا في تقطيعه وإطعامها.
التقط بعض الهواة صورا لـ “لاكي” خلال إطعامها قنديل البحر، وبدا المشهد وكأنه يختزل بعضا من قوانين الطبيعة، وواحد من أنظمتها الايكولوجية، وما تمثل السلاحف وقنديل البحر فيها من علاقة ضرورية لغذاء الأولى ومنع انتشار وتهديد الثاني لهذا النظام.
تحسن بطيء
وهذا ما يطرح، وعلى نحو أكبر دور ووظيفة السلاحف البحرية باعتبارها العدو الأول لقناديل البحر، فلو كانت هذه السلحفاة في منأى عن العبث وتقصد إيذائها، لكانت الآن في بيئتها الطبيعية على شواطىء الجنوب، تسدي خدمة لمن يمارسون هواية السباحة، وتبعد عنهم قناديل البحر، خصوصا وأن السلحفاة البحرية، بحجم “لاكي” وبعمر ينوف على المئة سنة، وهي تعرف بالسلحفاة كبيرة الرأس من نوع Caretta Caretta، تلتهم يوميا أكثر من 100 كيلوغرام من قناديل البحر.
من جهة ثانية، تفقدت “جمعية Green Area الدولية” اليوم السلحفاة “لاكي” وعاينتها ووقفت على وضعها الصحي، واستفسرت من عناصر الدفاع في ما إذا كانت بجاجة لطعام ودواء، فكان تأكيد على أنها تحصل على كل متطلبات الرعاية، ولا سيما الصحية منها، بالتنسيق مع “جمعية Animals Lebanon” وبدت “لاكي” هادئة مطمئنة، لا تسبح إلا قليلا، ومن آن لآخر ترفع رأسها للتزود بالاوكسيجين، إلا أنها، وبحسب عناصر الدفاع المدني، ما تزال غير قادرة على تناول الطعام بمفردها، إلا انها باتت قادرة على المضغ، ولذلك يتولون إطعامها نحو كيلو ونصف الكيلو من السمك يوميا.
وثائقي
حنان رمال مسؤولة في شركة الإنتاج green line production، وخلال إعداد برنامج خاص عن السلحفاة “لاكي” قالت لـ greenarea.info خلال تفقدها للسلحفاة أنها “في صدد انتاج أول برنامج يعنى بالحيوانات في العالم العربي، بعد ان كان مقتصرا على الحيوانات الاليفة، وعرض سابقا على إحدى الفضائيات اللبنانية”، وأشارت إلى “اننا الآن نحضر لبرنامج عن الحيوانات عامة، لننطلق به عبر قناة عالمية ستبدأ البث في شهر ايلول (سبتمبر) المقبل باللغة العربية من مدينة دبي للإعلام”، ولفتت الى أن “line production هي الشركة الوحيدة التي قدمت برنامجا عن الحيوانات في العالم العربي”، وأضافت: “ان السلحفاة (لاكي) ولما اثارته قضيتها من اهتمام عبر كافة وسائل الاعلام العالمية والمحلية، رأينا انه من الضروري تصويرها وإعداد حلقة خاصة عنها، وقد علمنا أن موعد تسفيرها الى اليونان بات قريبا، والهدف من هذه الحلقة الاضاءة على قضية السلاحف وما تتعرض له في لبنان، خصوصا وأن (لاكي) ولأسباب سخيفة ترضي انانية بعض البشر تعرضت للضرب والاستخفاف بحياتها، ما وضعها في حالة صحية حرجة دون الاهتمام أو الاكتراث الى اهميتها ووظيفتها في بيئتنا التي تتعرض لشتى الانتهاكات”.
وقالت: “شعرت بالاطمئنان لوجود قلة من الناس ما زالت تهتم وتتحرك، ولديها الحماس لإنقاذ سلحفاة أو اي كائن بحال الخطر”، وأثنت على “مجهود كل من ساعد (لاكي) خصوصا وأن ليس ثمة مراكز لمعالجة السلاحف في لبنان”، وتوجهت إلى “جمعية Green Area الدولية” قائلة: “جيد انكم استطعتم إنقاذها بأقل الامكانيات الموجودة في لبنان، ما يطرح ضرورة العمل على زيادة الموارد وانشاء مراكز معالجة لكافة الحيوانات التي تعيش في لبنان”.