كلنا يعلم أن التهاب الكبد سببه في اكثر الاحيان فيروسات عدة تؤدي إلى “اليرقان”، وفي ما بعد إلى تشمع الكبد وصولا إلى الوفاة، إلى ان ظهر أمل جديد من خلال علاج ينقذ المرضى المصابين بالتهاب الكبد الخطير، خصوصا اذا كان من نوع C، حيث أصبح هناك علاج فعال يقضي عليه 100 بالمئة، ورغم ذلك، يبقى سؤال: ما هي الخطوات الوقائية للحد من تداعيات التهاب الكبد وآثاره؟

 

الصحة العالمية

 

إن التهاب الكبد مرض تسبّبه عدوى فيروسية في غالب الأحيان، وهناك خمسة فيروسات رئيسية تسبّب ذلك الالتهاب، ويُشار إليها بالأنماط A و B و C و D و E. وتثير تلك الأنماط قلقاً كبيراً نظراً لعبء المرض والوفاة الذي تسبّبه، وقدرتها على إحداث الأوبئة. ومن الملاحظ، بوجه خاص، أنّ النمطين B و C يؤديان إلى إصابة مئات الملايين من الناس بمرض مزمن ويشكّلان، مجتمعين، أسباب تشمّع الكبد وسرطان الكبد، حسب ما ذكره تقرير منظمة الصحة العالمية.

وقد ينطوي التهاب الكبد على أعراض، مثل: اليرقان، اصفرار البشرة والعينين والبول الداكن، والتعب الشديد والغثيان والتقيّوء والآلام البطنية.

 

شريم: الحماية ضرورية

 

في هذا الاطار اوضح الأخصايي في أمراض المعدة الدكتور جوزف شريم لـ  greenarea.info  أن هناك عدة فيروسات، منها A.B.C، جميعها تؤدي إلى التهاب إلى حد تشمع الكبد، ولكن الاخطر هما B وC. كما أن فيروس التهاب الكبد A يوجد في براز الأشخاص الحاملين للعدوى، وينتقل في غالب الأحيان عن طريق استهلاك المياه أو الأغذية الملوّثة، أما فيروس التهاب الكبد B فينتقل من خلال التعرّض للدم والمني وأيّ سائل من سوائل الجسم الملوّثة به، ويمكن ايضا أن ينتقل الفيروس من الأمهات اللواتي يحملنه إلى أطفالهن الرضّع أثناء الولادة، أو من أحد أفراد الأسرة إلى الرضيع في مرحلة الطفولة المبكّرة. وينتقل الفيروس أيضاً من خلال عمليات نقل الدم الملوّث، وعن طريق استعمال معدات الحقن الملوّثة به خلال الإجراءات الطبية، وتعاطي المخدرات حقناً، حيث يشكّل فيروس التهاب الكبد B خطراً كذلك على مقدمي خدمات الرعاية الصحية الذين يتعرّضون، بشكل عارض، لإصابات بالإبر لدى تقديم الخدمات الصحية للمصابين بذلك الفيروس، الا ان  الاهم في ذلك ان هناك لقاحا مأمونا وناجعا للوقاية من فيروس التهاب الكبد B. أما فيروس التهاب الكبد C فينتقل في معظم الحالات أيضاً، عن طريق التعرّض للدم الملوّث به، ويمكن أن ينتقل الفيروس أيضاً من خلال الاتصال الجنسي، ولكنّ ذلك الانتقال أقلّ شيوعاً. ولا يوجد لقاح للوقاية من فيروس التهاب الكبد C”.

أما عن الوقاية، فنصح الدكتور شريم المدمنين على المخدرات ألا يتسعملوا الحقن الملوثة، كما وأنه من المستحسن استعمال الواقي الذكري عند تعدد العلاقات غير الآمنة تفاديا لانتقال العدوى”.

 

الهراوي: أهمية اللقاح

 

إلى رأي الاخصائي في الامراض الجرثومية الدكتور الياس الهراوي الذي شدد على اهمية  الوقاية، وقال لـ greenarea.info: “من اهم الاسباب التي تؤدي إلى الالتهاب في الكبد عدة فيروسات واهمهاB  و C، خصوصا عند الذين يتعاطون المخدرات ومتعددي العلاقات  الجنسية، وايضا العمال الاجانب الذين يأتون من بلاد موبوءة، ولذلك تمّ التشديد على اهمية إجراء الفحوصات الطبية قبل الحصول على الاقامة”.

واضاف الهراوي: “هناك علاجات حديثة  للحد من انتشار فيروس C، اما فيروس B فلا علاج له، وإنما هناك لقاح للحد من انتشاره، ولذلك يفرض على جميع العاملين في القطاع الصحي بإجرائه كحماية”.

 

أبي حنا: العلاج مؤمن

 

بالمقابل، أشار الاخصائي في الامراض الجرثومية الدكتور بيار ابي حنا لــ greenarea.info  إلى علاج حديث متطور ينقذ المصابين بفيروسC  ويحول دون حدوث التهاب خطير في الكبد، وأن نسبة الشفاء مضمونة، وقال: “ان نسبة الاصابات بالتهاب الكبد ليست مرتفعة في لبنان، ولكن الجديد في ذلك، انه خلال الثلات سنوات الاخيرة شهدنا تطورا علاجيا في معالجة الفيروس C، حيث وصلنا إلى نسبة شفاء 95 بالمئة بعدما كانت 50 بالمئة، وهذا العلاج متوفر على شكل حبوب، وموجود في وزراة الصحة،  حيث تغطي هذه الاخيرة الكلفة العلاجية التي تصل إلى 40 الف دولار على مدى 3 اشهر على نفقتها، وذلك بهدف منع انتشار المرض بين الناس، الا ان الاخطر هو فيروس B  حيث نسبة  الاصابة به حوالي 1,5 بالمئة، وتعتبر نسبة متوسطة، ولكن حتى اليوم لا علاج له، فقط هناك لقاح لحماية العاملين الصحيين المعرضين اكثر من للاصابة به”.

 

فرح: تطور نوعي في العلاج

 

أخيرا، علّق الاخصائي في الطب الداخلى الدكتور ايلي فرح  لـ greenarea.info، فأشار إلى “التطور النوعي العلاجي في الحد من فيروسC ، وذلك عن طريق الحبوب المتطورة علاجيا، من دون أن ننسى ان التهاب الكبد يمكن ان يكون سببه ايضا السيدا والادمان على الكحول والهربس ونقل الدم غير الآمن، وتعدد العلاقات الجنسية والادمان على الهيرويين الذي يرتكز على الحقن، والتي قد تكون ملوثة”، وشدد على اهمية الوقاية.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This