تعمل الكثير من دول العالم جاهدة لمحاربة الجوع وسوء التغذية، في المقابل ترمي دول أخرى أطنانا من النفايات الغذائية، فقد أكدت دراسة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “FAO”، أن نحو ثلث الغذاء المنتج في العالم للاستهلاك الآدمي كلّ سنة – أي نحو 1.3 مليار طنّ – يُهدَر أو يُبدَّد كل عام، وفي هذا المجال، خطت الدانمارك خطوة كبيرة وفريدة من نوعها للتخفيف من النفايات الغذائية، عبر افتتاح سوبرماركت لبيع فائض المواد الغذائية منتهية الصلاحية، والتي سيتنهي بها الحال في سلة المهملات!
وسائل عديدة لجأت إليها الدول المتطورة للتخفيف من نسبة نفاياتها الغذائية، ويبقى أهمها عدم رمي الفضلات بل تجميعها وتوزيعها على الفقراء والمشردين.
تمثّل النفايات الغذائية مشكلة في البلدان الصناعية أكثر من غيرها، إذ غالباً ما يُلقي البائعون والمستهلكون مواداً غذائية صالحة في مستوعبات القمامة. وفي أوروبا وأميركا الشمالية تتراوح هذه الكميات للفرد بين 95 – 115 كيلوغراما سنويا، في وقتٍ لا يُهدِر فيه المستهلكون في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وفي جنوب آسيا وجنوبها الشرقي أكثر مما يتراوح بين 6 – 11 كيلوغرام للفرد سنوياً.
في السياق نفسه، يلاحظ تقرير “الفاو” أن خفض الخسائر الغذائية، يمكن أن يولِّد تأثيراً فورياً وهاماً للنهوض بموارد المعيشة وتعزيز الأمن الغذائي للفقراء.
تلك النظرية، طبّقتها الدانمارك في خطوة هي الاولى من نوعها في العالم، حيث افتتحت أول سوبرماركت “WE FOOD” في العالم لبيع المواد الغذائية منتهية الصلاحية في كوبنهاغن، اما الهدف الاول، فهو الحدّ من هدر الطعام، بجذب الزبائن الذين يتمتعون بوعي بيئي، فضلاً عن ذوي الدخل المنخفض.
وفي حين يستغرب البعض كيفية بيع مواد منتهية الصلاحية، يعلّل اصحاب السوبرماركت ذلك بأنهم يبيعون المواد المنتهية الصلاحية حسب التاريخ. هذا التاريخ الذي لا يشير إلى سلامة الأغذية بل إلى جودتها، وبالتالي، فإن المواد الغذائية المنتهية الصلاحية لا تزال آمنة، ويتم بيعها بخصومات تصل إلى 50 بالمئة.
وقد أشارت دراسة عام 2013 الى ان 91 بالمئة من الناس يعترفون برميهم للطعام بسبب تاريخ الصلاحية. على الرغم من أن الخبراء يقولون إن أفضل طريقة لتحديد صلاحية الطعام هي بمجرد شمِّه. وفي الدانمارك يُلقى أكثر من 700,000 طنا من المواد الغذائية سنوياً، رغم ان النفايات الغذائية انخفضت في البلاد بنسبة 25 بالمئة خلال السنوات الخمس الماضية.
ويرى الكثير من الناس بأن هذا السوبرماركت هو وسيلة إيجابية وصحيحة للاهتمام بقضية النفايات الغذائية من جهة، ومساعدة المحتاجين والفقراء من جهة أخرى. وقالت وزيرة الغذاء الدانماركية إيفا كجير هانسن: “إنه أمر مثير للسخرية أن يتم رمي الغذاء في النفايات ليذهب سدى، إنها فكرة مضرة للبيئة ومنفقة للاموال، وأي سوبرماركت مثل WeFood يعتبر خطوة هامة في معركة مكافحة فضلات الطعام”.
يتم تشغيل هذا السوبرماركت من قِبل متطوعين، اما الأرباح فتذهب إلى المنظمات غير الحكومية التي تعمل في البلدان الفقيرة في العالم. وإذا ما أثبت هذا السوبرماركت نجاحه، فإنه من الممكن أن يساهم في فتح أكثر من سوبرماركت مشابه في جميع أنحاء الدانمارك.
تم افتتاح هذا السوبرماركت في الاول من آذار (مارس) 2016، وقد توافد عدد كبير من الزبائن على هذا المتجر، نظرا لأن أسعار المنتجات منخفضة كثيرا عن أسعار المنتجات الصالحة للاستهلاك. وتصل نسبة الخصومات على المنتجات المعروضة إلى 50 بالمئة، من قيمتها، قبل انتهاء تاريخ صلاحيتها.
في هذا الاطار، وفي بحث صغير حول أنواع الطعام التي يمكن استهلاكها بعد انقضاء تاريخ صلاحيتها، ذكرت مجلة “الريان ” العربية في صفحتها المخصصة للتغذية ، 17 نوعاً من الطعام يمكن تناوله دون مخاطر بعد اشهر من انتهاء صلاحيتها وحتى بعد سنوات.
وكما علّل اصحاب السوبرماركت صحة بيع المواد الغذائية المنتهية الصلاحية، كذلك اشارت مجلة “الريان” الى ان التواريخ المعروضة على التغليف الخاص، يخصّ الشركات المنتجة لضمان مردودية معينة، أما تاريخ إنتهاء الصلاحية الحقيقي فيبقى رهن نوعية المنتج فقط وكيفية حفظه.
اما الاطعمة التي لا تنتهي صلاحيتها حسب تلك المجلة، فهي بالدرجة الاولى، عسل النحل الذي لا يفسد أبداً، ولسنوات طويلة بعد فتحه، بل لا يفسد نهائياً، ويكفي أن يحفظ في مكان مظلم وبارد مع مراعاة غلق العلبة بإحكام، وإن ترسبت بعض البلورات أسفلها، يمكن وضع العلبة في وعاء به ماء دافئ.
الشوكولا، يبقى لسنتين بعد إنتهاء الصلاحية مع مراعاة حفظه في مكان بارد، جاف ومظلم.
اما العدس والفاصوليا الجافة، فيمكن استهلاكها لسنوات بعد إنتهاء الصلاحية ما لم تتكون بها حشرات، ولتفادي حصول ذلك، يمكن الإحتفاظ بها في الثلاجة.
بالنسبة الى السمك المعلّب، فإن لم يتم فتح العلبة ولم يتشوه شكلها أو يحدث بها اي ثقب، فهذا يعني أن ما فيها سليم وأنه لم يكن هناك تفاعلات في المنتج.
الحليب المعالج حرارياً UHT يمكن استهلاكه شهرين بعد إنتهاء الصلاحية، تبقى مشكلة واحدة وهي نقص في فوائده فقط. اما اللبن فيبقى صالحاً للإستهلاك 3 أشهر بعد إنتهاء الصلاحية ما لم تفتح العلبة أو كان بها خدش.
اما الجبنة المعفنة أو الجبنة الزرقاء، فكلما تعفّنت أكثر كلما ازدادت قيمتها الغذائية، وبالنسبة إلى المواد المجمدة، فإن تم الاحتفاظ بها في درجة حرارة اقل من 18 درجة فتبقى صالحة لسنوات، عدا اللحم المفروم الذي يبقى 9 اشهر فقط بعد انتهاء الصلاحية.
التوابل، تفقد مع الوقت نكهتها، لكنها تبقى صالحة مدى الحياة، اما الارز فيبقى صالحاً الى ما لا نهاية، عدا الاسمر منه الذي يفقد نكهته مع الوقت. والسكر بكل أنواعه لا يفسد أبدا إن احتفظ به في مكان بارد وجاف.
خلاصة الڤانيلا، تبقى صالحة مدى الحياة، مع مراعاة حفظها في مكان جاف ومظلم ومغلقاً بإحكام، تماماً كما الخل الابيض الذي يبقى صالحاً مدى الحياة وكل أنواع المعكرونة الجافة ونشاء الذرة والملح.
واخيراً، شراب القيقب sirop d’érable يبقى صالحاً مدى الحياة، ويمكن الإحتفاظ به مغلقاً بإحكام في الثلاجة للمحافظة على نكهته.