عكار ـ رسلان منصور – المستقبل

ثلاث سنوات ونصف مضت على البدء بتنفيذ مشروع تأهيل بحيرة الكواشرة الذي كان من المفترض تسليمه العام الفائت، لكن التباطؤ الذي حصل والتوقف لفترة، والشكوك حول مخالفة دفتر الشروط الى قلة الاموال، فتمديد العقد، حولت المشروع الحلم والبحيرة المنتزه ومصدر الري والمياه الاوحد في الدريب الاوسط الى صحراء جرداء قاحلة تهيم فيها بعض الآليات وجبالات الباطون الصغيرة وعدد قليل لا يتجاوز أصابع اليد من العمال الذين يقضون يوم عملهم من دون عمل ..

وعلى الرغم من الوعود التي أطلقتها وزارة الطاقة لجهة أن المشروع سينجز ضمن المواعيد وضمن دفاتر الشروط، يعتقد بعض المطلعين بأن في التأخير «قطبة مخفية»، لربما مرتبطة بتوقف مشاريع أخرى في مناطق أخرى كسد شبروح ونقص التمويل في سد المسيلحة في البترون، علماً بأن سد الكواشرة ليس حديثا وهو الذي شيد في الستينيات ضمن مشاريع الرئيس شهاب التنموية التي عمت في حينه سائر المناطق اللبنانية، ولربما لو بقيت البحيرة على عوراتها من دون تأهيل لبقيت المنطقة تستفيد من مياهها ضمن فترة زمنية تكفي لري المنطقة حتى أيلول، ولكن أرضها تحولت اليوم بعلا ..

المشروع ..والاموال

ويفترض المشروع الملّزم «للشركة العامة للكسارات والتعهدات« (جواد وعنتر) وبكلفة حوالى 3 ملايين دولار، أن ينجز في منتصف العام 2016، ولكن، ومنذ العام 2013، لم يظهر الا السد الإسمنتي، أما بقية الأعمال لجهة تعميق محيط البحيرة مترا ونصف المتر، وإنشاء أرصفة وإنارتها وانشاء منتزه حول البحيرة لا تزال قيد الانتظار، كما يحتاج الأمر الى وقت آخر من أجل التجارب الاختبارية لتحمل التربة والسعة وهيدروليكية الارض، وكلها تحتاج الى اموال كما غيرها من الاجراءات والاعمال المكملة التي قد لا تنجز حتى في 2020.

واذا كانت صرخات الفعاليات لا تهدأ والمطالبة تزداد يوماً بعد يوم والتساؤلات لا تنقطع عن أسباب التأخير ودور الوزارة وأسباب توقف الأعمال وتراجعها، فإن البلديات المنتخبة واتحاد البلديات في الدريب يشددون على أهمية توضيح حقيقة ماذا يجري وما سبب التأخير.

بلدية خربة داوود

يلفت رئيس بلدية خربة داوود سعد الدين سعد الدين، وهي القرية المجاورة للبحيرة إلى أن «أسباب تأخر المشروع غير واضحة ونحن نجهلها، ولكن سنراجع المعنيين ولن نهدأ، ذلك أن البحيرة هي المتنفس الوحيد لعكار بل كانت هناك تعج بحركة اقتصادية ناشطة« .

ويضيف: «سنعقد اجتماعا مع المتعهد للوقوف على الاسباب وفي حال عدم انجاز المشروع سيكون لنا تحركات شعبية ولا ننسى فوائد البحيرة العامة وايضا الاسهام في اخماد الحرائق..«.

بلديات الدريب

ويشير رئيس اتحاد بلديات الدريب عبود عبود إلى أن الاتحاد سبق أن طالب المتعهدة بزيارة للوقوف على الاعمال على اعتبار أن السياحة توقفت والخراب حل بالدريب على كافة المستويات الى الحرمان من المياه ومشهدية البحيرة كما هي تكفي لتوضح المأساة الحاصلة«.

ويتابع:« أكد مهندس المشروع أن الامور تقف عند جدران الدعم والارصفة حول البحيرة ثم الانارة، وان نهاية العقد في تشرين«، لافتا: «طالبنا الشركة بتسريع الاعمال نظرا للواقع القائم لان لا مجالات في المنطقة للعمل والتنزه، بل تحولت الارض الى خراب وهناك اهمال من وزارتي الطاقة والاشغال اللتين لا تتابعان الامر«.

وبانتظار انجاز اعمال الصيانة، يأمل الأهالي الانتهاء من المشاريع التي من شأنها تحسين الواقع الاجتماعي والاقتصادي لأبناء المنطقة الذين هجروا أراضيهم الزراعية منذ سنوات بسبب عدم توافر مياه الري، فضلا عن إمكانية تحويلها لمتنزه عام يسمح بإبراز وجه المنطقة السياحي، الأمر الذي من شأنه أن يشكل عامل جذب للسياح والمصطافين والرواد من سائر المناطق اللبنانية كما هي بحيرة بنشعي وغيرها..

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This