تعتبر مغارة نبع الكهف في بلدة الحويش من المعالم الطبيعية السياحية المهمة التي تحتوي على الكثير من الهوابط والصواعد والثريات الكلسية، وقد تمكن بعض الأهالي بإمكاناتهم البسيطة الدخول الى قسم منها واكتشاف بعض معالمها وخصوصاً النبع الذي يعتبر احد المصادر التي تغذي مجرى نهر البارد.
وكان من الصعوبة الولوج اليها لولا الجهد الذي بذلته البلدية التي عملت ضمن امكانياتها على شق طريق نحو المغارة، كي تمكن القاصدين والزوار من الوصول اليها، حيث كانت زيارة هذه المغارة والكهوف المحيطة بها أمراً ليس بالسهل، باعتبار أن مخاطر كثيرة قد تلاحق الزوار، كما كان يقتصر الدخول اليها فقط على بعض الأهالي والمغامرين الذين يعرفونها بكل تفاصيلها وجمعوا عنها بعض المعطيات التي تم تناقلها من جيل الى جيل، حيث كانت تنسج الشائعات عن وجود «الجن» «والبالوعة»، هذا عدا محاذير الانزلاقات والسقوط في بركتها، كما أن هناك بعض الأنفاق الصغيرة والشقوق الصخرية التي لا يمكن النفاذ اليها، حيث تنتشر فيها الخفافيش التي تضفي على المشهد العام للمغارة طابعا اسطوريا وتجعل منها مكاناً لنسج الحكايات، كما هو الحال في كل مغاور عكار المنتشرة من أقاصي جبل أكروم الى جرد عكار وتحديدا تلك الواقعة عند مجرى نهر البارد، منها هوة عثمان رميحي 167 مترا، ومغارة نبع فنيدق- القموعة، هوّة البواب 22 متراً، مغارة ابو زيد 60 متراً، هوّة السيماق 12 متراً، مغارة العرائس 75 مترا، هوةّ خربة الجوزة 46 مترا والعديد من المغاور غير العميقة وغير المكتشفة كهوّة حمدون ومغارة ابو زيد الثانية في وادي مشمش أضيف اليها اليوم مغارة نبع الكهف في الحويش.
وتتميز هذه المغارة، وفق من سبرها، بتكوناتها الكلسية المتدلية، كما انها تعتبر مصدراً مائياً يغذي مجرى نهر البارد حيث يخترق النبع جوف المغارة أو الحجرة الرئيسية للمغارة بطول نحو 20مترا الى بحيرة زمردية اللون بعمق يتراوح بين المترين والمتر، ومنها عبر مجرى مائي الى نهر البارد بعمق يناهز الثمانين مترا، كما تتميز منحوتات طبيعية ظهرت وتشكلت عبر مئات السنين لتشكل عالما جوفيا رائع الجمال..
اما عن تكون هذه اللوحات وتحديد الطور الجيولوجي وتحديد الاهمية فان الامر من دون شك يستدعي ان ينشط على هذا الصعيد اخصائيون في هذا المجال، لتبيان اهميتها بين سائر مغاور وكهوف عكار.
وكي لا تبقى المغارة عرضة للاهمال أطلق رئيس بلدية الحويش علي الاكومي دعوة للباحثين والمكتشفين والكشافة ووزارة السياحة لسبر المغارة ومساعدة البلدية على الاستفادة منها سياحيا وتنظيم الزيارات اليها، خصوصا انها تحولت الى مقصد للوافدين من بلدات عكارية وشمالية يزورونها للتمتع بجمالها الطبيعي.
ويضيف: هذا المعلم السياحي ظل الى اليوم مجهولا وبعيدا عن اعين المسؤولين ومديرية الآثار ووزارة السياحة، وبالتالي ندعو المسؤولين الى ايلاء هذا المعلم الاهتمام والمساعدة في الاضاءة على أهميته الجغرافية والجيولوجية والطبيعية والسياحية، بما يفتح الباب أمام حركة سياحية ناشطة نحو منطقة جرد عكار التي لا تقل حيوية عن غيرها..
ويأمل تصنيف هذا النبع والمغارة وغيره من الاماكن الطبيعية داخل بلدة الحويش ووضعه على الخارطة السياحية.
ويطالب الاكومي وزارة الاشغال تعبيد الطريق الذي قامت بشقه البلدية الى النبع ليتمكن الجميع من ولوج هذه المنطقة الأخاذة.