عرضت قناة euro news فيديو عن شجرة “سيكويا” Sequoia العملاقة في ولاية كاليفورنيا الأميركية، وهي أقدم شجرة من هذا النوع على وجه الأرض، وعمرها يقدر بنحو ثلاثة آلاف عام، فيما يتخطى طولها المئة متر، في سياق دراسة أعدها علماء بهدف تعميم زراعتها، بعد أن خلصوا إلى معطيات تؤكد أن هذا النوع من الأشجار، يمكن أن يكون مهما في التصدي لنتائج تغير المناخ في العالم.
وفي هذا السياق، قام فريق من الخبراء المتطوعين، بتسلق الشجرة للحصول على عينات جينية بهدف استنساخ الـ “سيكويا” العملاقة، الأمر الذي قد يساعد على مكافحة تغير المناخ، بحسب رأيهم.
ويقول الخبير ورئيس المشروع في علم الأحياء سميت آدن: “أعتقد أن إعادة زراعة أشجار كبيرة، في جميع أنحاء العالم، يكتسي أهمية بالغة، باعتبارها واحدة من العناصر المعدلة لتأثير تغير المناخ”.
شجرة مثالية
وأضاف: “تحتضن جبال سييرا نيفادا Sierra Nevada في كاليفورنيا، أكبر وأقدم شجرة سيكويا، طولها يصل إلى 100 متر تقريبا وهي موجودة هنا منذ ثلاثة آلاف عام”.
وتعتبر الـ “سيكويا” شجرة مثالية لامتصاص الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مثل ثاني أوكسيد الكربون، ويمكنها أن تعيش لمدة ثلاثة آلاف سنة، كما أنها تصمد أمام حرائق الغابات والجفاف والأمراض.
ويقول الخبير جاكوب ميلارش: “نعتقد أن هناك شيئا خاصا في جينات الشجرة التي تساعدها على مقاومة الظواهر الناجمة عن تغير المناخ والاحتباس الحراري وأشياء من هذا القبيل. بما أن الشجرة تعيش لمدة 3000 سنة، ربما هناك شيء خاص في جيناتها”.
أحد المتسلقين في فريق الخبراء، تمكن من جمع بعض فروعها الطرية، وتم أرسالها إلى مختبر حيث زرعت في حاويات غنية بالعناصر المغذية.
يقول الخبير في علم الإستنساخ جيم كلارك: “لدينا هنا بعض الفروع التي حصلنا عليها من أطراف الشجرة، إنها فروع جيدة جدا وقد تكون جيدة جدا لتجربتنا”.
وتنمو العينات تحت أضواء “الفلورسنت الأرجواني” في درجات حرارة تشجع على عملية تجذرها، لكن على الرغم من الرقابة المشددة، فإن معظم العينات لا تبقى على قيد الحياة، أما العينات القليلة التي تواصل نموها فتبقى لفترة في الداخل قبل بدء عملية زرعها في الأحراج.
معجزة بيولوجية
يقول الخبير في علم الإستنساخ جيم كلارك: “إنها معجزة بيولوجية أن يتجذر هذا الجزء من الأنسجة المأخوذ من شجرة عمرها ثلاثة آلاف عام، وكأنه لدينا شجرة مصغرة عمرها ثلاثة آلاف عام. جيناتها لا تتغير، هذه الشجرة الصغيرة، ستكون مطابقة تماما للشجرة الأم من الناحية الوراثية”.
أما الأستاذ في علم الأحياء في جامعة كاليفورنيا تود داوسون، فيرى أنه من غير الواضح أن عملية استنشاخ وزرع عدد محدود من شجر الـ “سيكويا”، سيساهم في الحد من الإحتباس الحراري ويدعو في المقابل، إلى الحد من استخدام الوقود الأحفوري وحماية الغابات الشاسعة.
ويضبف: “وتيرة تغير المناح أصبحت متسارعة اليوم بطريقة لم نعرفها في الماضي، لذا علينا التفكير في حلول سريعة. شجرة بطيئة النمو قد لا تكون قادرة على مواكبة وتيرة تغير المناخ السريعة في الوقت الراهن”.
ويؤكد الخبراء في السياق ذاته، أن زراعة الأشجار الكبيرة وحمايتها يبقى شيئا ناجعا لمكافحة تغير المناخ. ويسعى فريق الخبراء الأميركيين، في وقت لاحق من هذا العام، إلى زراعة 1000 شجرة “سيكويا” في ولاية أوريغون (غرب الولايات المتحدة) حيث المناخ المناسب لنموها.