طارق ابو حمدان – السفير
أضيف مرض السل إلى سلسلة الأمراض الفطرية والآفات الحشرية التي تضرب زيتون المنطقة الحدودية، مهدداً مئات الحقول في وادي الحاصباني وسهل الخيام تاركاً أضراراً كبيرة، خصوصاً في المناطق التي ترتفع إلى حدود الـ 600 متر عن سطح البحر وما فوق. وقد طال المرض بعض الأشجار التي لا يتجاوز عمرها عشر سنوات.
ومن خلال جولة ميدانية بدت حشرات مرض السل واضحة بكثافة في بساتين الزيتون. وتظهر هذه الحشرة كحشرة صغيرة أولاً ثم تبدأ بالانتفاخ على شكل يرقات مقفلة إلى أن تتحول إلى حشرة كبيرة انطلاقا من جذع الشجرة صعوداً إلى أعلى الأغصان لتقضي عليها خلال فترة تتراوح بين شهر إلى شهرين ثم تنتقل بين الأشجار بطريقة تجعل من الصعب السيطرة عليها بسهولة وبالطرق التقليدية لمكافحة الحشرات.
وتعد البساتين المنتشرة في بقعة قاطع ميمس حتى مرتفعات جبل الضهر، وصولاً إلى تلال عين عطا والكفير، الأكثر تضرراً بمرض السل. ويقول المزارع رياض إن «هذا المرض فتاك فوجود الحشرات على الشجرة يؤدي إلى ذبول الأوراق وسقوطها ثم يلحق اليباس بها بشكل كامل». وقد عمد رياض إلى قطع بعض الأشجار المصابة ثم حرقها غير أنه خلال فترة أسبوع انتقلت الحشرات إلى أشجار أخرى، في غياب حملات التوعية من جهة وترك وزارة الزراعة الأمر في عهدة المزارعين أنفسهم.
وإذ يشدّد على أن رش المبيدات المعروفة في المنطقة لا يجدي نفعاً، يؤكد أن أي جهة معنية ومسؤولة لم تكلف نفسها عناء مجرد الكشف على الزيتون المصاب، برغم خسارته نحو 200 شجرة وتضرر عشرات الأشجار المحيطة التي يقوم أصحابها بقصها وحرقها.
من جهته، يستغرب مزارع حاصباني آخر خسر 300 شجرة كيف ينحصر المرض في الأماكن الجبلية المرتفعة برغم أن مناخها معتدل ومعدل الرطوبة فيها منخفض، موضحاً أن أكثر البساتين المتضررة هي التي تشرق عليها الشمس مباشرة عند ساعات الصباح الأولى. وفي ظل التجاهل من قبل وزارة الزراعة، يبحث عدد من رؤساء تعاونيات الزيتون السبل الآيلة لمواجهة أمراض الزيتون مبدين تخوفهم من المرض الجديد. وهم دعوا إلى حملة مكافحة سريعة وشاملة، ضمن خطة تشارك فيها وزارة الزراعة إلى جانب البلديات والتعاونيات الزراعية والمزارعين، تطال كل المناطق المغروسة بالزيتون.