“تحذيرات للسكان في منطقة شرق المتوسط”! عنوان صاعق تناقلته مواقع الكترونية محلية وعالمية عديدة في اليومين الاخيرين، مفاده ان “هيئة الأرصاد الجوية” حذرت من رطوبة عالية على الساحل الشرقي للمتوسط مع حرارة تقارب 45° مئوية، وجفاف في الداخل وعلى المرتفعات مع درجات أعلى من المعدل، إضافة لتكون ضباب على المرتفعات ليلا.
لم يكتف مطلقو الخبر بهذا القدر، بل استرسلوا للحديث عن تداعيات ارتفاع درجة حرارة الجو وتأثيرها على تغيّر حرارة الجسم وخطورة ارتفاعها على الخلايا، الى حد التأثير على عمل الاعضاء!
بعيداً من النتائج الطبية المطروحة غير المدروسة، فإن مجرّد عبارة “هيئة الارصاد الجوية” دون ذكر هيئة أي دولة أو جهة أو بلد، فضلاً عن عدم تحديد الدول المعنية، تعتبر مثار تساؤل وتشكيك في مصداقية الخبر.
في هذا السياق، اكد رئيس مصلحة الارصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني، المهندس مارك وهيبة، في اتصال مع greenarea.info على أن “وضع لبنان يختلف عن أوضاع كافة الدول العربية المجاورة من مصر وسوريا الى غيرها، وبالتالي، فإن الحرارة على الساحل حالياً تصل بحدها الاقصى الى 34 درجة مئوية، في حين ان الساحل اللبناني قد اعتاد في السنوات الاخيرة على درجات حرارة تراوحت بين الـ 39 والـ 40,5. وفي حين يسجّل البقاع في هذه الفترة درجة حرارة قد تصل الى حدود الـ 41 درجة مئوية، فاننا مقارنة بـ 44 درجة في السنوات الاخيرة، ما زلنا ضمن الاطار العام”.
واذ اعتبر وهيبة أنه “لا يمكن الاعتماد على دراسة أو معلومات دون ان تكون من “مصدر موثوق”، شدد على أن المعلومات التي اعطاها لموقعنا “يسري مفعولها على الاقل لمدة اسبوع من اليوم، وبالتالي، فإن الحديث عن درجات حرارة فوق العادة، فضلاً عن نسبة رطوبة خيالية، لا يمت إلى الحقيقة بصلة.
واكد وهيبة أن “الرطوبة في الاسبوعين الاخيرين سجّلت معدلات مرتفعة، تراوحت بين الليل والنهار بين 60 الى 90 بالمئة على الساحل”.