ما تزال كارثة تلوث الليطاني ماثلة بانتظار بلورة خطة عمل قابلة للتنفيذ، ترفع عن النهر الملوثات على أنواعها، وبدا جليا خلال الأيام الماضية أن لا إمكانية للتراخي حيال هذا الموضوع، خصوصا بعد رفع الغطاء السياسي عن الملوثين، وهذا ما أكده لموقعنا greenarea.info الخبير البيئي الدكتور ناجي قديح خصوصا في موضوع المرامل أن “جميعها متوقفة عن العمل”، أخذا في الاعتبار أن المرامل كانت الشرارة التي أعادت إلى الواجهة هذه القضية من بحيرة القرعون وعلى امتداد النهر وصولا إلى البحر.
وفي انتظار الخطوات المرتقبة في مسار المعالجة، توالت التحركات والأنشطة في سبيل مواكبة المشكلة في مناطق وقرى وبلدات عدة.
مسير بيئي طويل
رئيس بلدية زوطر الشرقية الدكتور المهندس وسيم اسماعيل اكد لـ greenarea.info أنه في “سياق متابعة قضية تلوّث الليطاني قام وفد من بلدية زوطر يوم أمس بمسير بيئي طويل على مجرى النهر بدأ من بحيرة القرعون إيابا حتى طرفلسيه، برفقة الإعلامي علي جابر الذي قام بتصوير كارثة التلوّث والتي تبدأ من البحيرة خلافا لما كان سائدا، إذ أنها ترفد النهر بكميّة كبيرة من المياه الملوثة والموبوءة بواسطة نفق يربطها بمجرى النهر ويصب فيه بعد نبع عين الزرقاء (أحد أهم روافد النهر سابقا والذي حولت مياهه إلى مكان آخر)”.
وقال: “في هذه المنطقة بدا لون المياه غريبا وداكنا ورائحتها كريهة منفّرة بحيث لم نستطع تحملها، وخلال المسير شاهدنا التلوث الذي تسببه مجاري الصرف الصحي لبعض القرى، فضلا عن حول المرامل”، وأضاف اسماعيل: “لذا نرفع الصوت مجددا طالبين من الأهالي والسلطات والمعنيين بالمؤازرة وإجراء ما يلزم لكي لا تتحول هذه القضية كغيرها تفور ثم تخبو”.
وناشد “ضمائر المخلصين ونخص بالذكر مدير عام مصلحة الليطاني وسعادة محافظ النبطية والمدعي العام البيئي واتحادات البلديات الذين خطوا خطوات فعالة وجريئة في هذا المجال، ونناشدهم المضي قدما بعزم ودون كلل حتى يعود النهر إلى ألقه ورونقه”.
تحرك أصحاب المنتزهات
وأشار حسين عياد باسم أصحاب هذه المنتزهات لـ greenarea.info “قررنا التصعيد في المواقف، لذلك دعونا الى اعتصام لاصحاب الاستراحات وبعض البلديات والناشطين الاجتماعيين، واصدرنا بيانا باسم أصحاب المنتزهات والعاملين فيها على امتداد طرفلسيه، الخردلي وصير، وناقشنا التطورات الأخيرة، ولا سيما تلك التي تتهدد أرزاقنا، وأبدينا مخاوف من أن تطاول الإجراءات مصالحنا وتتغاضى عن الملوثين الحقيقيين لنهر الليطاني”.
وقال عياد: “اتفقنا على مواصلة التحرك، وإبقاء اجتماعاتنا مفتوحة”، وجاء في البيان: “بعد أن طفح الكيل وظهر الملوثون والقاتلون لنهر الليطاني بالأسماء والمواقع، وبعد ان خرج المسؤولون علينا بخطط كبيرة، بعضهم في نيتهم التسول باسمنا، من اقتسام الاعتمادات المخصصة لمعالجة التلوث في ما بينهم، وبعد أن تبين أن في الخطة المقصودة للتنفيذ ضرب لمصالح الفقراء بإزالة التعدي (شجرا أو حجرا)، وبعد قطع أرزاق الناس وضرب الموسم السياحي على الليطاني، فضلا عن الموسم الزراعي وشلّ الحركة الإقتصادية والتجارية وطرد العاملين وعزل الناس المتنزهين في منازلهم، وبعد صمت المسؤولين وتركنا للمجهول، ولأننا حمينا وسنحمي الليطاني من أطماع العدو الإسرائيلي، ندعو جميع المتضررين من بلديات وجمعيات أهلية الى التلاقي والتجمع من اجل الدفاع عن النهر الخالد واتخاذ ما نراه مناسبا من خطوات، وذلك عند الرابعة من بعد ظهر يوم غد الجمعة (5-8-2016) في “نادي الكايك – الخردلي”.
مياه النهر عادت موحلة
وعلمنا خلال متابعتنا اليومية لتلوث الليطاني، أن مياه النهر عادت موحلة بشكل واضح، ما أثار غضب اصحاب المنتزهات والاهالي من احتمال استئناف بعض المرامل عملها، لذلك حاولنا معرفة السبب الذي أدى إلى اعتكار المياه مرة جديدة، فعلمنا من جهات متابعة ان هناك عملية تنظيف لبرك الطيبة التي تسببت وحول المرامل بانسدادها، ما أدى الى حرمان 52 بلدة في قضاءي مرجعيون وبنت جبيل من المياه.
الزين: انخفاض نسبة العكر والطمي
رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين قال لـ greenarea.info “لقد علمنا بان اللجنة العليا التي تشكلت بقرار من مجلس الوزراء لمتابعة قضية تلوث الليطاني نتيجة الضغط الشعبي والاعلامي والبلديات والحملات قد اتخذت قرارات بإيقاف المرامل والكسارات، ما ادى بشكل مباشر الى انخفاض نسبة العكر والطمي في النهر الى 16 بالمئة نهاية الاسبوع الماضي، والعكر الذي نشهده اليوم سببه غسل وتنظيف البرك في محطة الطيبة التي أغرقتها الرمول وسدت المضخات التي تغذي نحو 54 بلدة وقرية من قرى بنت جبيل ومرجعيون بالمياه، وبالتالي ان تنظيفها الآن حاجة ملحة، خصوصا وانها تزامنت مع عطل في الكهرباء، لذلك تم استغلال وقت صيانة العطل الكهربائي لتنظيف البرك ايضا”.
د. قديح: المرامل مقفلة
من جهة ثانية، استكمل الخبير البيئي المكلف من قبل المدعي العام البيئي القاضي نديم الناشف متابعة قضية تلوث الليطاني الدكتور ناجي جولته، وقال لـ greenarea.info” “تفقدنا منطقة المرامل في عرمتا”، مؤكد ان “كل المرامل التي تعمل بمجاذاة النهر كانت مغلقة”، وأضاف: “اجتمعنا مع المدعي العام البيئي القاضي نديم الناشف ووضعناه في اجواء جولاتنا وصورة المخطط العام للعمل الذي نقوم به من زيارات لاستكمال أخذ عينات”.