إن مقولة أن شكا بلدة يعيش فيها أهلها مرتاحي البال على صحّتهم وصحّة أولادهم هي مبالغة لا تمت للحقيقة بصلة.

نعم إن شكا منكوبة جراء أمور عديدة، وبحاجة لإعلان حالة طوارئ بيئية:

أوّلها: حياء القيمين على بلديتها من قول الحقيقة ولو كانت قاسية، أو أنهم يظنون أن إخفاء الوضع المتدهور يصلح الأمور.

ثانيها: مشكلة “الأميانت” المتروك على قارعة الأوتوستراد والذي تتآكله الشمس ويتفتت وينثره الهواء على صدور أطفالنا. وهذه قصّة أكيدة وموثقة، إذ لا يمر شهران أو ثلاثة ومصاب بسرطان الرئة قد فارق الحياة من شكا والجوار.

ثالثها: الوقود المستعمل في مصانع الإسمنت والذي يحتوي على أكثر من 6 بالمئة من الكبريت، علماً أن المعدل في بلدان العالم هو 1.75 بالمئة فقط، والطامة الكبرى أن وزارة البيئة سمحت باستخدام البتروكوك رغم إحتوائه 6 بالمئة من الكبريت، خدمة للشركات على حساب صحة الناس.

رابعها: المقالع العشوائية التي تزنر شكا شمالاً وجنوباً وشرقاً، وتنثر غبارها ليلا نهارا، وتجعل من جبال شكا وكفرحزير والجوار أرضا محروقة لا تصلح حتى لإعادة زرعها، لكثرة استعمال “شركة هولسيم” كميات كبيرة من المواد الكيماوية والديناميت لتفتيت الجبل.

خامسها: المسالخ التي تدير مياهها الآسنة إلى سواقٍ تصب في البحر.

سادسها: بحر ملوث بمجارير البلدة التي ترمى فيه، وببقايا مصنع السكر وجبالات الباطون.

سابعها (والأهم): التفجيرات التي تهزّ بيوتنا ومحلاتنا وتصدعها، وتشقق أرضنا فتملح مياهنا الجوفية وتتلوث، وآخرها منذ 4 أيام حيث اعتقدنا أن تفجيراً إرهابياً حصل ليتبين أنه تفجير في مقالع “الهولسيم” وهو إرهاب من نوع آخر.

ثامنها: مستودع “البتروكوك” خاصة السبع الذي يجب أن يغطى، وتعرقل تغطيته البلدية منذ أكثر من 18 سنة والشركة مرتاحة لقرارها. أما الناس فتتنشق غباره.

تاسعها: عدم إجراء البلدية إحصاء للمرضى ونوع الأمراض لأخذ الحيطة.

وعاشرها: سوء إدارة كل هذه الأمور وإخفاؤها، ما يجعل شكا عرضة لمزيد من الأمراض وخصوصا بعد تكاثر النازحين فيها.

ويقول رئيس البلدية أنه لا يقبل أن يقال عن شكا منكوبة، لا يا أستاذ، شكا منكوبة ووضعها يستدعي تدخل الأمم المتحدة لمعالجة بعض الأمور كالأميانت ومسألة النازحين التي لا قدرة للبنان على حلّها.

أخيراً، “يلّي بيستحي بوضعو بتروح عليه” وعندها لا ينفع الندم. قول الحقيقة مهما كانت قاسية واجب.

 

*هيئة حماية البيئة – شكا

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This