زينة برجاوي
وأخيراً، فتح حرش بيروت أبوابه أمام الجميع، ليحتضن أبناء العاصمة في المساحة الخضراء الكبرى في المدينة، بعدما أصبح ملكاً للجميع، بعد أكثر من عقدين من الزمن، اذ تم اقفاله وبشكل غير قانوني في العام ١٩٩٢، ومنعت بلدية بيروت المواطنين من دخوله من دون تصاريح.
بالأمس، احتفلت جمعية «نحن» بإعادة فتح الحرش يومياً من الاثنين الى الجمعة من السابعة صباحاً وحتى الثانية ظهراً، وطوال النهار في يومي نهاية عطلة الاسبوع. وقد ساهمت ومعها جمعيات عدة من المجتمع المدني، وبالتعاون مع المجلس البلدي، في هذا الإنجاز.
في المشهد، يمسك رجل في العقد الرابع من عمره طفله (سنتان)، وترافقهما عاملة من الجنسية الفيليبينية. حضر الرجل من منطقة قريطم ليعتاد طفله على زيارة المكان.
وفي المشهد نفسه، تفترش عائلة، حضرت من منطقة طريق الجديدة التي تقع بالقرب من الحرش ، الارض، بعدما اختنقت من حرّ آب. وفي المشهد أيضاً، تتولى ثلاث شابات أوروبيات التقاط الصور في المكان، باعتبار أنهنّ لم يعتدن على زيارة مكان مماثل في العاصمة من قبل.
لحظات ويحضر محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، ويقترب من الحاضرين الذين افترشوا الارض، ليتابعوا الاحتفال.
لا يخفي شبيب فرحته، كيف لا وهو من استطاع أن ينجز المهمة في إعادة فتح الحرش، خلال توليه منصبه. يؤكد أن «الحرش هو ملك الناس».
وكان شبيب قد اتخذ قرار إعادة الفتح في ٥ تموز الماضي، بحضور الجمعيات التي ساهمت في ذلك. ووعد أن يلتزم المجلس البلدي في «إعادة تأهيل الحرش وتأمين مستلزماته، ليفتح أبوابه على مدار الساعة، ومن دون تحديد أوقات الزيارة، كما هي الحال اليوم».
من جهته، لفت المدير التنفيذي لجمعية «نحن» محمد أيوب، النظر الى أن «الهدف من الاحتفال هو أن يعلم الجميع بإعادة فتح الحرش». وتخللت الاحتفال فقرة فنية قدمتها المغنية الشابة انغريد نقّور، وتوزيع بالونات على الأطفال.
ودعت بلدية بيروت من خلال منشور، الى الحفاظ «على الحرش من خلال التقيّد بمجموعة قوانين، منها عدم وقوف السيارات أمام مدخل الحديقة، كما يُمنع دخول السيارات والدراجات على أنواعها، إضافة الى منع دخول الباعة المتجولين». وحذّرت البلدية من «لعب الكرة داخل الحديقة، وصيد العصافير وإدخال السلاح على أنواعه». كذلك منعت «التدخين داخل الحرش وكذلك إدخال النرجيلة ومنقل الفحم».
