ساندي الحايك – السفير
منذ أن «بشّرت» الحكومة جميع اللبنانيين بنيّتها العودة إلى اعتماد خيار المطامر كحلٍ لأزمة النفايات، تتوالى الأصوات المعترضة على ذلك، في محاولة لمنع تكبيد اللبنانيين خسائر بيئية وصحية إضافية.
في هذا السياق، نفذت، أمس، مصلحة الطلاب في «حزب الكتائب» وحملة «لبناني نظيف» وأهالي منطقة المتن الشمالي اعتصاماً أمام مطمر النفايات في برج حمود، رفضاً لقرار طمر البحر بالنفايات.
الاعتصام لم يمر على خير. فقد اشتبك عدد من المشاركين مع عناصر من قوى الأمن الداخلي بسبب منعهم من دخول المطمر. وبحسب ريشا فإن «سبب الإشكال يعود لمحاولة القوى الأمنية منع رئيس مصلحة الطلاب أنطوني لبكي من الدخول إلى المطمر حيث الأعمال، ما أدى إلى تدافع وهرج ومرج في المكان»، مشيراً إلى «أننا تمكّنا من معالجة الوضع لاحقاً، حيث دخل إلى المطمر نحو 25 شخصاً لمعاينة ما يحدث، واستطعنا التصدي للشاحنات عبر نزع مفاتيحها من سائقيها بهدف وقف الأعمال في المطمر».
وأدى الإشكال إلى وقوع عدد من الجرحى، دخل إثنان منهم إلى مستشفى مار يوسف للمعالجة بسبب سوء وضعهما، هما أنطوني ضومط وأنطوني ميرزا.
ويأتي احتجاج «الكتائب» بحسب أحد المعتصمين «ليس بسبب الاعتراض المبدئي على الخطة من أصلها بل على انحرافها ومحاولة الطمر من دون معالجة».
وقد نصّت الخطة الحكومية لحل أزمة النفايات على تحويل مكبّ برج حمود إلى مطمر صحيّ، على أن تمرّ مراحل العمل فيه بجزءين: أولاً، تجميع النفايات فيه بعد رفعها من الشوارع، ثانياً، إعداد المكان لطمر النفايات فيه بعد معالجتها (في الكرنتينا). إلا أن أعمال الطمر بدأت من دون توافر معامل كافية للمعالجة، وعليه فإن النفايات ستُطمر من دون أي معالجة تذكر وفق ما يؤكد نائب الأمين العام لحزب «الكتائب» باتريك ريشا.
ويوضح ريشا لـ «السفير» أنه «منذ ثلاثة أيام زار وفد من الحزب المكان للتأكد إن كانت الأعمال متوقفة فيه أم لا، «لنكتشف أن الشاحنات تعمل على تفريغ حمولاتها من النفايات وتحضيرها للطمر، ما دفعنا إلى التحرك اليوم لوقف الأعمال»، مشيراً إلى أن «حزب الكتائب رفض خطة النفايات منذ البداية واعترض على قرار ردم البحر في منطقة برج حمود عبر استقالة وزرائه من الحكومة».
وسأل: «لماذا لا تُطلق يدّ البلديات لحلّ الأزمة وتكون كل بلدية مسؤولة عن فرز ومعالجة نفاياتها؟»، مشيراً إلى أن «هذه الطريقة اعتمدت في بكفيا وغيرها من البلدات ويمكن البناء عليها، ولكن هذا الخيار مرفوض من الأغلبية لأنه عندما تتجه الأمور إلى اللامركزية يُصبح «الكوميسيون» جراء عقد الصفقات متدنياً جداً ولا يُرضي أصحاب المصالح».
وأكد ريشا أن «برج حمود هي مدخل بيروت، ولذلك، فإن تلوثها يعني تلوث المدينة بأكملها والقضاء على كافة احتمالات البقاء فيها».
بدوره رفض النائب نديم الجميل طرح موضوع إنشاء معمل للتفكك الحراري أي محرقة لمعالجة النفايات في منطقة الكرنتينا، متسائلاً عما سيؤول إليه المعمل بعد مرور بضع سنوات على التشغيل، مشدداً على أن «أي قرار يُتخذ على عجل في مجلس الوزراء من دون استشارة أحد يدخلنا بعملية مشكوك بأمرها ونتائجها».