أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن زلزالًا قوته 6.2 درجة هز وسط إيطاليا في وقت مبكر اليوم الأربعاء قرب مدينة بيروجيا. وفي حين ان المسح الكامل لاضرار الزلزال لم ينته بعد، فقد تراوحت المعلومات بين مقتل 6 او 10 ضحايا أو 24، ورفض رئيس الدفاع المدني الإيطالي، فابريتسيو كورسيو، خلال مؤتمر صحافي إعطاء حصيلة
رسمية لعدد الضحايا، معتبرا أنه لا يزال من المبكر القيام بذلك.
إيطاليا… ضمن “حزام النار”
وفي حين تتعرض الكرة الأرضية لآلاف الزلازل سنويا، لا يشعر الناس بها، إما لضعفها أو لحدوثها في مناطق غير مأهولة بالسكان، مثل الصحاري، البحار والمحيطات. الا ان هنالك مناطق تقع ضمن ما يسمى بـ “حزام النار” والمناطق النشطة زلزالياً، وبالتالي، فإن ايطاليا ضمن مناطق الزلازل القوية في العالم التي رصدتها شبكات رصد الزلازل.
واذ تمتد هذه المناطق على شكل أحزمة أو نطاقات ضيقة، فإن أهمها تلك التي تحيط بالمحيط الهادي، وتقع عند تلامس المحيط مع القارات، وتمتد بمحاذاة حافة المحيط ملتفة حوله، ويطلق على هذا الحزام الزلزالي اسم “حزام النار”، وذلك لأن الزلازل التي تحدث فيه يصاحبها غالبا انفجار بركاني، مثلما حدث في اليابان عام 1933 وفي كولومبيا عام 1992.
هناك حزام آخر يمتد من الصين شرقا، مارا بجبال هملايا، ثم ينحرف إلى الشمال الغربي، مارا بجبال زاجروس في غرب إيران، ثم القوقاز إلى تركيا واليونان وشمال إيطاليا، يعرف بحزام جبال الألب، وتعد الزلازل التي تقع على هذا الحزام من النوع المدمر أحيانا.
ومن أحزمة الزلازل تلك التي تمتد في خطوط شبه مستقيمة بوسط المحيط الأطلنطي، وفي المحيط الهندي، والتي يتجه فرع منها شمالاً حتى يصل إلى خليج عدن، ثم يمتد إلى المنطقة الجنوبية في وسط البحر الأحمر. والزلازل التي تحدث في هذا الحزام أقل خطورة من الأنواع السابقة.
زلزال 2016… يزلزل شمال ايطاليا ويهزّ روما!
بالعودة الى الزلزال الذي حصل فجر اليوم، شعر به سكان العاصمة وجميع أنحاء وسط إيطاليا، حيث استمر لمدة 20 ثانية وتلته عدة هزات ارتدادية.
وأضافت الهيئة أن الزلزال وقع على بُعد 76 كيلومترا جنوب شرقي مدينة بيروجيا في الساعة 3:36 صباحا بالتوقيت المحلي، وشعر به سكان روما التي اهتزّت المباني فيها لمدة 20 ثانية وفقا لما ذكرته صحيفة “لاريبابليكا”، وقالت إن الزلزال كان على عمق 10 كيلومترات. فيما تبعت الزلزال هزات ارتدادية عدة، بينها واحدة بلغت قوتها 3.9 درجات في مقاطعة بيروجيا، وأخرى شعر بها سكان العاصمة الإيطالية بعد ساعة من الهزة الارتدادية الأولى.
المدينتان الأكثر تضررا هما أماتريس وأكومولي قرب رييتي، على بعد حوالي 80 كيلومترا شمال شرق روما، حيث سقطت الحجارة والمعادن في الشوارع واحتشد سكان المدينة في الساحات، فيما استمرت توابع الزلزال في الحدوث خلال الساعات الأولى من الصباح.
قال متحدث باسم رئيس الوزراء الإيطالي إن الحكومة الإيطالية تتواصل مع وكالة الحماية المدنية في البلاد. اما رئيس بلدية “اماتريس” سيرجيو بيروتزي فقال في تصريح لإذاعة “راي” الحكومية إن المدينة لم تعد موجودة، الزلزال أدى إلى انهيار بعض المباني في مركز البلدة وحوصر أشخاص تحت الأنقاض وانقطع التيار الكهربائي. وقال مكتب رئيس الوزراء إن الحكومة على اتصال مع الرؤساء المحليين لوكالة الحماية المدنية.
وحذر رئيس بلدية بلدة أماتريتشى بوسط إيطاليا من أن البلدة تضررت بشدة من الزلزال، وأن هناك أناسا محاصرون تحت الأنقاض. وأكدت وكالة الحماية المدنية الإيطالية إن الزلزال كان “شديدا” وإن هناك تقارير عن حدوث أضرار. كما كشفت شهادات نقلتها وسائل الإعلام الإيطالية عن انهيار مبانٍ في المنطقة التي ضربها الزلزال، من دون سقوط ضحايا.
ونقلت عن أحد سكان بلدة أركاتا، أن عددا من المباني قد دمر في هذه المدينة الصغيرة التي تبعد أقل من 25 كلم عن نورتشا، ولم يكن قادرا على تحديد ما إذا أدى الزلزال إلى سقوط ضحايا في منطقته. وأضاف أن “السكان عالقون في الساحة المركزية، وقد دُمر عدد كبير من المباني”.
وقالت إحدى سكان منطقة رييتي، بين روما وبيروجيا، لـ “راي نيوز 24″ إنها خرجت من منزلها على غرار معظم السكان بعد أن شعرت بـ”هزة أرضية شديدة جدا”.
وتم تسجيل مركز الزلزال على بعد 10 كم من بلدة نورتشا في منطقة أومبريا التي تبعد نحو 150 كيلومترا من روما، وفق ما أوضحت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية التي أصدرت بيانها بتنبيه باللون الاحمر للإشارة إلى أضرار محتملة للزلزال
وتتلقى قوات الحماية المدنية حاليا عشرات الاتصالات للاستغاثة، فيما تجرى عمليات حصر الخسائر وسط تعبئة حكومية لعناصر الإطفاء والإسعاف، وسط توقعات بوقوع خسائر وانهيارات في المباني في مناطق عدة.
وفي 6 نيسان (أبريل) 2009 قتل أكثر من 300 شخص في منطقة لاكويلا “وسط إيطاليا” جراء زلزال بلغت قوته 6,3 درجة.