يستمر التصعيد السياسي لحزب الكتائب ضد انشاء مطمر برج حمود – البوشرية – الجديدة – السد، حيث دخل الاعتصام المفتوح الذي يقيمه الحزب اسبوعه الرابع بمساندة عدد من الجمعيات الاهلية، وسط غياب واضح لمكونات الحراك المدني، وابرزها حملة “بدنا نحاسب” ومجموعة “طلعت ريحتكم”، على قاعدة ان حزب الكتائب هو جزء من مكونات السلطة حتى ولو استقال وزراؤه من الحكومة.
ونظمت حملة “برج حمود منا مزبلة” مسيرة مساء امس من ساحة الدورة إلى مطمر برج حمود، واكد بيان الحملة ان “أبناء برج حمود يرفضون الخطة الحكومية التي غدرت بأهلنا وتقوم بطمر النفايات كما هي من دون فرز أو معالجة”، واضاف البيان: “نحن أبناء برج حمود المحرومون منذ سنوات لن نقبل بتكرار تجربة الماضي، وهذا الجبل شاهد على معاناة اهلنا، ولن نقبل أن يكون هناك تسويات تفوح منها رائحة الفساد على حساب أطفالنا”.
وفي حين كان يفترض ان يفتح باب التفاوض بين الكتائب ووزير الزراعة أكرم شهيب المكلف متابعة ملف النفايات، علم موقع greenarea.info ان الاخير اعطى اكثر من اشارة ايجابية بهذا الاتجاه، لكن النائب سامي الجميل لم يلاقه في منتصف الطريق.
وبدأت مفاعيل توقف شركة “سوكلين” عن جمع ونقل النفايات بالظهور في عدد من مناطق خدماتها، بناء على طلب “مجلس الانماء والاعمار”، حيث بدأت تتكدس النفايات في الحاويات في اقضية كسروان والمتن، لا سيما في المدن الساحلية، وحاول “الكتائب” الالتفاف حول هذه المسألة التي اعتبرها موجه ضد تحركه، من خلال اقناع عدد من بلديات قضاء المتن ايجاد مركز بديل للتخزين المؤقت، بعد ان عمدت بلدية برج حمود الى اغلاق الطريق المؤدية الى مركز التخزين المؤقت بالقرب من مكب برج حمود، لكن النائب ميشال المر لم يوافق على الاقتراح الكتائبي، وابلغ الجميل عبر موفده الوزير السابق سليم الصايغ، بضرورة وقف الاعتراض على انشاء مطمر برج حمود، وصرف النظر عن ايجاد موقع بديل للتخزين المؤقت في المتن، وان المخرج الوحيد المتوفر هو القبول بإنشاء مطمر برج حمود وتفعيل اعمال الرقابة وتحسين شروط المعالجة للنفايات قبل طمرها.
وكان لافتاً للانتباه امس القرار الصادر عن مجلس الوزراء بعد جلسته الأسبوعية التي عقدت في السراي الكبير برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، لجهة التأكيد على الخطة التي أقرها مجلس الوزراء بخصوص موضوع النفايات، وتأكيد الثقة برئيس اللجنة وزير الزراعة، وإعطائه الحق بالتفاوض مع من يريده من الجهات المعنية لضمان حسن تنفيذ الخطة كي لا تعود النفايات الى الشوارع.
بدوره أكد وزير الزراعة أكرم شهيب لموقع greenarea.info ان الحق بالتفاوض الذي صدر عن مجلس الوزراء، هو مجرد تفويض معنوي خصوصاً وان الحملات السياسية المعترضة على مطمر برج حمود ركزت عليه شخصياً، في حين ان مجلس الوزراء مجتمعاً هو المسؤول عن هذا الملف، ولفت الى انه لم يكن يرغب بأن تصل الامور الى مرحلة تعود فيها النفايات الى الشوارع، والبديل هو تنفيذ خطة الحكومة، مؤكداً انفتاحه على اي مبادرة سياسية لتحسين الواقع الحالي للمشروع، بشرط وقف التصعيد والعودة الى لغة العقل. ولفت شهيب الى أن “ما صدر عن حزب الطاشناق وبلدية برج حمود هو صوت العقل، ونتمنى أن تكون رسالتهم الواضحة قد وصلت للمعنيين كي لا ندخل في أزمة نحن بغنى عنها”
من جهته، أوضح نائب الأمين العام لحزب “الطاشناق” أفيديس كيدانيان في حديث لموقع “النشرة” أن الحزب لن يقوم بأي خطوة لاحقة بعد اغلاق موقع التخزين المؤقت. واضاف: “نحن أعطينا الحلول عندما كان البلد يغرق بالنفايات وقبلنا بالحل الذي أنتجته الحكومة لحل الأزمة القائمة، لكن يبدو ان البعض لا يريد حل الأزمة”، داعيا الحكومة والمعارضين على انشاء المطمر للإتفاق على صيغة للحل “وتحركنا منوط بمصير المشروع الذي اتفقنا عليه”.
بدورها سألت “الحركة البيئية اللبنانية” في بيان “هل مشروع مكب برج حمود هو مشروع لمعالجة النفايات أم لطمر البحر؟”، ولفتت الى ان “الهدف الحقيقي هو مشروع عقاري لطمر البحر وكسب الأراضي، وليس مشروعا لمعالجة النفايات. وكل ذلك يتم على حساب المال العام وصحة المواطنين والبيئة البحرية والسياحة في لبنان”، مطالبة “المواطنين كافة، بالمشاركة الكثيفة والفاعلة في الاعتصام القائم والمظاهرات والتحركات الهادفة لوقف هذه الجريمة البيئية”.
في المقابل ، عقدت “هيئة متابعة قضايا مدينة الشويفات” إجتماعها الدوري في مقر “رابطة سيدات الشويفات”، في حضور رئيس إقليم بعبدا في حزب الكتائب رمزي بو خالد والمستشارة السياسية لينا جلخ. وتناول المجتمعون، بحسب بيان للهيئة “قضية مكبَّي الكوستابرافا وبرج حمود وأجمعوا على رفض الطمر في البحر جملة وتفصيلا”، كما شددوا على “ضرورة التحرك لوقف هذه المهزلة واستهزاء واستخفاف المسؤولين بحياة المواطنين”.
كما اتفقوا على “إبقاء إجتماعاتهم مفتوحة لمتابعة التطورات وإتخاذ التدابير اللازمة لاغلاق المكبَّين، والمساهمة في حث الدولة لايجاد الحلول البيئية الصحيحة لقضية النفايات”.