بدأت النفايات المُتراكمة تُحاصر شوارع المتن وكسروان وجزءاً من منطقة بيروت المشمولة في عقد نقل النفايات إلى موقع التخزين المؤقت في منطقة برج حمّود. قرار حزب الطاشناق وبلدية برج حمود القاضي بإقفال الموقع «إلى حين استكمال مشروع تنفيذ مطمر برج حمّود»، دخل يومه الثالث من دون أن تتضح أي ملامح لحلول مُرتقبة.
يقول رئيس بلدية ذوق مكايل إيلي بعينو لـ»الأخبار»، إن البلدة «بدأت تغرق بنفاياتها»، مُشيراً إلى أن البلدية «عاجزة عن إيجاد حلول لإزالة النفايات». ويُضيف بعينو: «في المرة السابقة، عمدنا إلى إرسال النفايات إلى معمل صيدا، لكن هذه المرة لم يُوافقوا معنا على نقل النفايات إلى المعمل»، لافتاً إلى أن البلدة «لا تملك عقارات تصلح لاستخدامها كمواقع تخزين مؤقتة». يرى بعينو أن الدولة هي المسؤول الأول حالياً عن هذه الأزمة، وبالتالي «عليها أن تجد لنا حلاً بأقرب وقت».
وفيما يُشير رئيس بلدية جونية، رئيس اتحاد بلديات كسروان إلى «بعض الحلول الموضوعية التي اتخذتها بعض البلديات، والتي تتمثل باعتماد مراكز مؤقتة للتخزين»، يُقرّ بعدم القدرة على نقل جميع النفايات المُتراكمة، وبالتالي لمّ النفايات «يطاول المواقع الحسّاسة فقط». ويلفت في هذا الصدد إلى أن الاتحاد بصدد تحضير مشروع متكامل لإدارة نفايات القضاء على المدى البعيد، «ولكن على المدى القريب نحن بحاجة إلى حل بأسرع وقت ممكن».
بحسب شركة «سوكلين»، فإن الكميات التي كانت تلمّها في قضاءَي المتن وكسروان مُقدّرة بنحو 1100 طن يومياً، ما يعني أن الكميات المتراكمة في القضاءَين المذكورين ستصل اليوم إلى 3300 طن. ماذا عن نفايات العاصمة المشمولة بالعقد المخصص لمركز برج حمود؟ يقول المكتب الإعلامي للشركة إن «سوكلين» عمدت إلى «إعادة تنظيم بعض الخطط، كي تستطيع قدر الإمكان لمّ النفايات من العاصمة، ولكن بوتيرة أخفّ». هذا الأمر يُفسّر سبب عدم تراكم النفايات في العاصمة بالشكل الذي تراكمت فيه في المتن وكسروان.
أول من أمس، أكّد مجلس الوزراء خطة النفايات، وأعطى وزير الزراعة أكرم شهيّب «الحق بالتفاوض مع من يريده من الجهات المعنية لضمان حسن تنفيذ الخطة كي لا تعود النفايات إلى الشوارع». تجد مصادر حزب الكتائب، الطرف المُعترض على استكمال مشروع المطمر، أن قرار الحكومة «يفتح الباب للتفاوض معنا». وتقول المصادر إن «الحزب شكّل بالتعاون مع بعض الجمعيات الأهلية لجنة للتفاوض، وإن الحزب لن يُفاوض في هذا الملف متفرداً من دون هذه الجمعيات»، مُشدّدة على مطلب «التمسك بإعداد دراسة تقويم الأثر البيئي للمشروع، فضلاً عن بدء التحضير للحلول اللامركزية».
قبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء، كرّر شهيب قوله إن «البديل عن النفايات المتراكمة في الشارع هو تنفيذ الخطة»، واصفاً موقف حزب الطاشناق بـ»العقلاني». اللافت أن حزب الكتائب يتفّق مع شهيّب على «عقلانية» موقف «الطاشناق». تقول مصادر حزب الكتائب نفسها، إن «الطاشناق اكتشفوا عدم التزام شهيب والحكومة ومجلس الإنماء والإعمار الوعود التي أطلقوها حول الفرز قبل الطمر، وحول اقتصار الطمر على العوادم، لذلك أقدموا على عرقلة المشروع».