غسان ريفي – السفير
شكلت زيارة رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي الى بلديتيْ طرابلس والميناء مناسبة لنقل تجربة عاصمة الجنوب إلى المدينتين على صعيد معالجة النفايات وتحويل المكب الذي يشكل اليوم قنبلة موقوتة، الى حديقة ومنتزه، إضافة الى تطوير الواجهة البحرية وكيفية وقف التلوث الحاصل من صبّ مياه المجارير في البحر، وذلك من خلال تفعيل وتطوير محطة تكرير المياه المبتذلة.
جاءت زيارة السعودي بدعوة من رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين، استكمالاً للزيارة التي قام بها قبل نحو عام رئيس بلدية طرابلس السابق المهندس عامر الرافعي يرافقه رئيس اللجنة البيئية الدكتور جلال حلواني الى صيدا، حيث أمضيا يوماً كاملاً في ضيافة السعودي الذي أطلعهم على كل التقنيات الحديثة المعتمَدة على صعيد معالجة النفايات.
إثر ذلك وضع حلواني دراسة متكاملة من وحي التجربة الصيداوية، تقضي بردم نحو 200 ألف متر مربع عند مصبّ نهر أبو علي قبالة محطة التكرير، وإنشاء مركز لإدارة النفايات عليه، وإقفال المكب الحالي لمدة خمس سنوات على الأقل، ومن ثم البدء بتأهيله وتحويله الى حديقة.
ومن المفترض أن يعرض حلواني الدراسة على مجلس اتحاد بلديات الفيحاء الذي يضمّ: طرابلس، الميناء، البداوي والقلمون، فإذا وافق عليها يتم رفعها الى الحكومة لإقرارها وتكليف مجلس الإنماء والإعمار بالتنفيذ، خصوصاً أن وزارة البيئة كانت قد أعطت إشارات إيجابية عندما تسلّمت الدراسة الأولية للمشروع مع دراسة تقييم الأثر البيئي.
ويقول حلواني لـ «السفير» إن كلفة بناء السور المستطيل في البحر ومن ثم ردم مساحته تصل الى حدود 25 مليون دولار، ومن ثم يمكن الاعتماد على مشروع BOT لإدارة النفايات، مشيراً الى أن المشروع بين بناء السور وإنشاء مركز إدارة النفايات يحتاج الى فترة ثلاث سنوات على الأكثر.
ويؤكد حلواني أن هذا المشروع كفيل بحل مشكلة النفايات لمدة 50 عاماً، ويتلاءم بشكل كامل مع مستقبل المنطقة التي ستشهد ولادة المنطقة الاقتصادية الخاصة، وسيكون مشروعاً بيئياً متكاملاً إن لجهة إدارة النفايات أو تفعيل محطة تكرير المياه المبتذلة القريبة منه، لافتاً الانتباه الى أن المشروع يتضمّن إنشاء معمل جديد لفرز النفايات بطاقة 600 طن في اليوم الواحد، لأن المعمل الحالي يعمل بطاقة 150 طناً، وهذا لا يكفي لأن مدن الفيحاء تنتج يومياً ما بين 450 الى 500 طن، في حين أن النفايات ستتم معالجتها وفقاً للآتي:
ـ أولاً: فرز النفايات.
ـ ثانياً: معالجة النفايات العضوية بطريقة «الهضم اللاهوائي» وإنتاج الطاقة منها، كما هو معتمد في صيدا.
ـ ثالثاً: تجميع النفايات الصلبة بحسب أنواعها، وكبسها وبيعها الى معامل التدوير.
ـ رابعاً: طمر 20 بالمئة من مجمل النفايات وهي تسمّى النفايات العادمة، في مطمر صحي يتم إنشاؤه وفق الشروط البيئية الكاملة.
ويشير حلواني الى أنه سيقدّم شرحاً متكاملاً عن المشروع لرؤساء بلديات الفيحاء الذين استمعوا بالأمس الى وجهة نظر رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي الذي سبق وقدّم لنا شرحاً مفصلاً عن كيفية نجاح معالجة النفايات في مدينته.
وكان السعودي زار بلديتي طرابلس والميناء وناقش مشاريع البلديتين المستقبلية، خصوصاً قضية النفايات. واستمع المشاركون في اجتماع بلدية طرابلس إلى شرح مفصل من مديرة اتحاد بلديات الفيحاء ديما حمصي تناولت فيه «أزمة النفايات الصلبة في مدن الاتحاد، والمشاريع المستقبلية والحلول والمعالجات لواقع مكب النفايات الذي تبلغ مساحته نحو 60 ألف متر مربع، وبات ارتفاعه يشكل خطراً، وتجمع فيه نفايات سكان مدن الاتحاد، على الشكل الآتي: 70% من طرابلس، 15% من البداوي، 13% من الميناء، وأقل من 3% من القلمون».