ساندي الحايك – السفير
منذ 17 يوماً يُلازم مناصرو «حزب الكتائب» خيم اعتصامهم أمام مكب النفايات في منطقة برج حمود. تأقلم المعتصمون مع رائحة النفايات واعتادوا النوم وسط الذباب والقوارض. لا يفكر أي منهم بمغادرة المكان قبل إعلان الحكومة عن خطة بديلة، وفق رئيس مصلحة الطلاب في «الكتائب» أنطوني لبكي.
يوماً بعد يوم، تزداد أعداد الخيم المنصوبة في المكان، فإلى جانب خيم «الكتائبيين»، نصب عدد من الجمعيات والحملات الأهلية خيماً لهم أيضاً. أما الهدف فواحد: رفض ردم البحر وطمر النفايات فيه من دون أي نوع من المعالجة.
يوضح لبكي لـ «السفير» أن «المشروع الذي تعتزم الحكومة تطبيقه في برج حمود والكوستا برافا دونه شوائب كثيرة وهو يُهدد الأمن البيئي والصحي للمنطقة بأكملها»، مشيراً إلى أنه «يمكن لأي مواطن أن يأتي إلى المكب ويرى التلّة التي جمّعت فيها شركة «سوكلين» النفايات منذ ستة أشهر من دون أي نوع من المعالجة، ليتأكد من حجم الكارثة التي نتحدث عنها».
ورداً على اتهام «الكتائب» بعرقلة خطة الحكومة وبالمسؤولية عن عودة النفايات إلى الشوارع، أكد لبكي أن «المسؤولية تقع على من استلم هذا الملف منذ بدء الأزمة، اي منذ عام ونصف العام، ولم يُفلح في إيجاد أي حلّ منطقي»، مشدداً على أن «ما نفعله يهدف للضغط على الحكومة لإيجاد حلٍ مستدام للأزمة، خصوصاً أنه متوافر وقد أشار إليه عدد كبير من الاختصاصيين البيئيين، عوض التلهي بفرض أمور لا يُمكن اعتبارها حلولاً، كاللجوء إلى الطمر أو الحرق وتهديد صحة الناس وبيئتها».
ويسأل لبكي: «لماذا لا تعمد شركة «سوكلين» إلى استخدام الباركينغ الذي تملكه في منطقة الكرنتينا، والذي يُمكن أن يستوعب تجميع النفايات لمدة 8 أشهر؟»، معتبراً أن «الشركة تروّج لفكرة أن النفايات ستعود إلى الشارع بسببنا لأننا من خلال الاعتصام نعرقل الصفقات المشبوهة التي تتم في موضوع النفايات». ويكشف أن «بعض بلديات المتن تسعى إلى إنشاء معامل فرز للتخلص من النفايات لاقتناعها بأنه الحل الأمثل للأزمة».
بدوره، يؤكد الناشط في حملة «برج حمود منّا مزبلة» كارنيغ أصفهاني أن «التحركات في الشارع لن تتوقف قبل أن نلمس مساعٍ جدية من قبل الحكومة لوقف المشروع المدمّر لمنطقة برج حمود».
إلى ذلك، حاولت «السفير» التواصل مع وزير الزراعة أكرم شهيّب للاستفسار عن خطة الحكومة لحل الأزمة، إلا أنه تعذّر الاتصال به.
وكان شهيّب أكد بعد جولة في موقع مطمر الكوستا برافا أن «النفايات لن تعود إلى الشوارع».
