اعتبر المشاركون في “الملتقى الدولي للواحات والتنمية المحلية” في اختتام فعالياته السبت الماضي في مدينة زاكورة المغربية، والذي انعقد تحت عنوان “الواحات وتحدي التغيرات المناخية” أن الواحات توجد على خط تماس المواجهة الحقيقية لآثار التغييرات المناخية، وأنها شكلت الحارس الأمين لحضارات المجالات الجافة، وتطلق اليوم صفارة الإنذار ضد التهديدات والأخطار المؤدية تدريجيا إلى انقراض هذا التراث الإنساني.
وحذر المشاركون أيضا من المخاطر الحقيقية لهذه الآثار، ولا سيما منها تراجع المتساقطات مع استمرار سنوات الجفاف، فضلا عن تصاعد وتيرة الأحداث المناخية الحادة، وتدهور الأراضي والأتربة، وعرضوا لمخاطر تفاقم هذه الآثار تحت وطأة أسباب متعددة، ومن بينها النمو الديمغرافي، وارتفاع نسبة التمدن، ومختلف أنواع الضغوطات الممارسة على الموارد، بما فيها السياسات العمومية غير الملائمة.

استدامة النظام الواحاتي

وأصدر المشاركون من الخبراء في الملتقى “نداء زاكورة البيئي”، وطالبوا فيه “الاعتراف الدولي بالواحات كمجال ينتمي للأنظمة الإيكولوجية الهشة”، مشددين في الوقت عينه على تحقيق عدالة مناخية تعود بالفائدة على سكان هذه المجالات التي تعتبر تاريخيا مُقاومة وضرورية لكل آفاق التأقلم مع التغيرات المناخية، مع الاعتراف وتطبيق تشاركي لنمط تدبير مستدام للموارد الطبيعية والعقارية الواحاتية، عبر صهر المعارف التقليدية، والتقنيات المبدعة، وأنظمة المتابعة والإعلام، التي تمكن من تقوية قدرات المقاومة لدى الواحات، وأنماط الحياة فيها”.
كما سجل المشاركون أهمية المقاربة الزراعية الإيكولوجية، كعامل أساس في تنظيم واستدامة النظام الواحاتي، بما يمكن من المساهمة في التأقلم والتخفيف من آثار التغيرات المناخية، معتبرين أن الماء، كمورد واحاتي ذي أولوية خاصة، مهدد بقوة من قبل كل مؤشرات التغييرات المناخية، ما يتطلب أخذ هذا المعطى بالاعتبار في السياسات العمومية عبر دمج أنماط الوصول والاستعمال المقتصد للماء.
وشدد الخبراء في النداء على ضرورة التنسيق والتشاور بين كل الفاعلين في مجال الواحات، ما يمكن من التوصل إلى الاتقائية وتناسق مبادرات التنمية المحلية، معترفين بالدور المهم لديناميات التشبيك كآلية ضرورية لتبادل المعلومات والتجارب بين مختلف الفاعلين، داعين إلى إدماج الخصوصيات الواحاتية في السياسات العمومية المرتبطة بالتنمية المحلية والوطنية عبر ضمان الالتقائية بين مختلف برامج التدخل، والتنسيق بين المعنيين.

كوب 22

والتزم المشاركون بالدفاع عن هذا النداء في كل المحافل والهيئات المحلية، الوطنية الدولية الإعدادية لمؤتمر المناخ “كوب 22” COP22 في مراكش، بتشكيل صوت جماعي للواحات للإعداد للحدث الدولي المقبل، والبحث عن وسائل للتعبير عن هذا الصوت.
تجدر الإشارة إلى أنه بعد انعقاد مؤتمر الأطراف “كوب 21” بباريس، نهاية العام الماضي، ومن أجل التطلع إلى مشاركة هادفة وناجعة في فعاليات “كوب 22” بمراكش، الذي سينعقد في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، ولتطبيق اتفاق باريس، انكب المشاركون، من خبراء، وباحثين، وممثلي مؤسسات عامة، ومنظمات التعاون الدولي، على درس تحديات ورهانات التغيرات المناخية في مجال الواحات، وتقييم المبادرات الموجودة واستشراف الرؤى المستقبلية الملائمة للأنظمة الفلاحية الواحاتية.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This