ساهمت الكيمياء بشكل فعال في سد احتياجات السوق العالمي ومختلف الصناعات بتقديمها لأنواع متعددة ومتغيرة الخواص من المنتجات الصناعية شديدة الاحتمال ، مثل أنواع المطاط الصناعي ( النترايل والايتلين بروبيلين والمطاط الفلوري والمطاط الحراري والرغوي وغيرها) ، بحيث أصبحت تستعمل في صناعات متعددة مثل صناعة الاطارات والأشرطة والسيور والحقائب والأحذية والأرضيات والإسفنج الصناعي وغيرها .
الفلكنة هي عملية كيميائية تهدف إلى تحويل المطاط والبوليميرات المتعلقة إلى مواد ذات درجة تحمل أكبر وذلك عن طريق إضافة محفزات مثل ( الكبريت )، هذه الإضافة تؤدي إلى تشكيل سلاسل متشابكة في بنية المطاط .
سميت بالفلكنة Vulcanization تيمناً باسم فولكان (إله النار عند الإغريق ) وقد تم أكتشفها من قبل العالم تشارلز جوديير. إن لاكتشاف الفلكنة أهمية كبيرة وخاصة في صناعة المطاط الذي لا يلين في الحر ولا يصير هشاً في البرد والصقيع ، فدخلت عملية الفلكنة لتقسيمه بسهولة باستخدام مادة الكبريت لأنه كان المطاط في ذلك الوقت مادة غير مطيعة وغير مريحة ، وقد حاول جوديير سنين طويلة لتحسين نوعيته دون أن ينجح ، حتى بالمصادفة قام بتسخين مزيج من المطاط مع الكبريت على مواقد الطبخ ، بحيث أصبح ليناً مطواعاً وبذلك شكلت عملية فلكنة المطاط دافعاً من أجل تطوير الصناعات الكهربائية لآن المطاط يعتبر مادة عازلة . كما تطبق هذه العملية أيضاً في الخلطات الإسمنتية تحت مسمى الإنضاج حيث يسمح للإسمنت بالتفاعل مع الماء لفترة معينة مما يؤدي إلى تمتين وتقسية الخلطة .إن إدخال المحفزات هي قضية جوهرية في خليط كيميائي
لماذا لا نستعمل الفلكنة ( لا نقصد هنا النار والكبريت ، بل نقصد المحفزات )، للتقريب في وجهات النظر بين أي حراك شعبي ( حتى لا يقال عنهم زعران) والقرارات التي تتخذها السلطات ( حتى لا يقال عنهم قديسون وملائكة )، فالشعب بحاجة إلى محفزات أكثر من قرارات لأنها تجعله أكثر قدرة على التحمل ولمدة أطول ، والدولة لديها قرارات ومن الصعب تأمين المحفزات نظراً لقلة الموارد أو للتشبث بالقرارات الخاطئة وعدم التراجع حتى لا تنقص هيبة الدولة . إن عدم وجود المحفزات تزيد من تراص الحراك الشعبي ويؤدي إلى تشكيل سلاسل متشابكة متراصة كما هي البلمرة ، لا ينفع معها في المستقبل أي تأثير للمحفزات وقد نصل إلى نتائج لا يحمد عقباها .
إن انتقاء السمات المفضلة ووضعها في مركب واحد هو أقرب ما يكون إلى تقنية التحوير الوراثي للكائنات الحية . هل سيكون غالي الثمن ، أم سيكون من الصعب صيانته هذا ما نحتاجه لاستمرارية الحياة .
رأي خبير
د . أكرم الخوري

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This