يطل جديد الإمارات العربية المتحدة هذه المرة ليقدم إضافة في مجال الابتكار، وتحت عنوان دفاعا عن “الغابات المطيرة” Rainforest التي تعتبر رئة العالم، وهو عبارة عن مشروع بيئي وسياحي نموذجي، يحاكي عالم الغابات الاستوائية وما تحفل به من تنوع بيولوجي، يتيح لمن يزوره التعرف عن كثب على أكثر من 3000 نوعا من النباتات والحيوانات التي تتخذ من الغابات المطيرة موطناً لها.
وتفتتح شركة مراس Meraas يوم غد الخميس في الأول من أيلول (سبتمبر) هذا المشروع الذي أطلقت عليه اسم الكوكب الأخضر “ذا غرين بلانيت” The Green Planet في مجمع “سيتي ووك” City Walk في إمارة دبي، ويضم محيطاً حيوياً متكاملاً، إذ تغطي مظلة من أوراق الأشجار الكثيفة النباتات الأرضية، مشكّلةً موطناً طبيعياً للعديد من الكائنات الحية.
ويوفر المشروع عدداً من وسائل العرض والتوضيح التي تتيح للزوار استكشاف أسرار وخفايا هذا النظام البيئي، ويضم المبنى أكبر شجرة اصطناعية في العالم، يبلغ ارتفاعها 25 متراً.
شجرة عملاقة
صحيح أن ثمة معايير لجهة نقل الكائنات من بيئتها الطبيعية إلى بيئة مصطنعة، إلا أن ما يشفع للمشروع أنه يطلق صرخة بيئية ويحض على الحفاظ على الكوكب، وعلى فصائل الكائنات نفسها المعرضة لمخاطر جمة، فضلا عن أن بيئة الكائنات المصطنعة في المشروع تحاكي بيئتها الطبيعية من حيث الحرارة وعوامل عدة مهمة، كالغذاء والرعاية الدائمة، أي أنها لن تكون معرضة للخطر، مع وجود عدد كبير من العلماء المختصين، فضلا عن أن المشروع في حد ذاته، يدق ناقوس الخطر حيال ما يتهدد الكوكب من مخاطر، مع تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، ومع تراجع الموائل الطبيعية للكائنات المعرضة للانقراض، ولا سيما في الغابات المطيرة.
ولحظ المشروع الحفاظ على البيئة من خلال تجسيد شجرة عملاقة التي يساوي ارتفاعها ارتفاع برج شاهق، لكن طبقاتة معدة لبيئة الغابات المتنوعة، إذ أن كل طبقة تمثل مستوى من مستويات الحياة على الشجرة، حيث تختلف الكائنات التي تعيش عند جذرها، من تلك التي على الجذع والأغصان، أو القمة، بحسب “البيان” الاماراتية.
رسالة دبي
وسط صوت المياه وأصوات الحيوانات وحركتها الدائبة على الأغصان، ثمة عالم لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، وتحتاج إلى مايكروسكوب، وبدل الواحد هناك ما لا يقل عن خمسة، ولا سيما الحشرات الصغيرة من بيئة الغابات المطيرة نفسها، فضلا عن وجود كائنات غريبة ونادرة، ومنها أفعى خضراء، تتميز عن باقي أنواع الأفاعي بأنها تتوالد عبر الإنجاب مثل الثدييات.
وفي كل مرة سيضع فيها زوار هذا المكان وسم “غرين بلانت” وينشرون صورة أو فيديو أو إحساس أو أمنية، سينشرون معها ثقافة تحرض على احترام الطبيعة ودوراتها البيئية، وبحسب القيمين على المشروع فإن “هذه هي بالضبط، رسالة دبي، رسالة محبة ورقي واستدامة من قلب الصحراء التي تتزايد يوماً بعد يوم فراديسها الخضراء”.
