تقدمت ثماني شركات صناعية في ألمانيا، بتطوير حلول صالحة دولياً، لتحويل غاز ثاني أوكسيد الكربون Carbon dioxide المنبعث في الهواء، إلى مواد خام مثل الفحم والبلاستيك والسماد الكيميائي. ويحتاج مثل هذا التحويل إلى مادة الهيدروجين التي يمكن إنتاجها بفائض الكهرباء من محطات الطاقات المتجددة.
ويحمل المشروع اسم “كربون 2 كيم”، والهدف الأول منه العمل على استغلال 20 مليون طن، من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون لهذا الغرض سنوياً، أي 10 بالمئة من حجم الانبعاثات الصناعية السنوية في البلاد.
وفي السياق عينه، يُعول العالم الكيميائي بيرند ريغر Bernd Rieger على مادة كربونات البولي بروبيلين، لاستخدامها في تصنيع مادة البلاستيك، ومن ثم إثبات إمكانية الاستفادة من غاز ثاني أوكسيد الكربون الضار بالمناخ، في مجال الصناعات الكيميائية.
ويؤكد البروفسور ريغر على إمكانية إنتاج مواد مفيدة من ثاني أوكسيد الكربون، لذلك يسعى إلى البرهنة على الاستخدامات المتعددة لجزيئات ثاني أوكسيد الكربون البسيطة، وذلك عبر إنتاج مادة البولي بروبيلين البلاستيكية المستمدة من ثاني أوكسيد الكربون.
غاز ثاني أكسيد الكربون
غاز ثاني أكسيد الكربون أو الغاز الفحمي، هو مركب كيميائي وأحد مكونات الغلاف الجوّي، وينتج طبيعياً كناتج احتراق المواد العضوية، وناتج من عمليات التخمر. كما ينتج كناتج ثانوي للعديد من الصناعات الكيميائية، ويشتهر هذا المركب بتسببه في ظاهرة الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وفي السنوات الأخيرة، لقي ثاني أكسيد الكربون اهتماما خاصا، وذلك لإمكانية استخدامه في الصناعات المختلفة كبديل، عن المذيبات العضوية ذات التأثير السلبي على البيئة، التي يصعب التخلص منها.
والآن يعتبر هذا الغاز مضرا بالبيئة والإنسان، إذ أظهرت دراسة قام بها باحثون من الولايات المتحدة الأميركية، أن طبقة “الثيرموسفير”، وهي الطبقة الخارجية للغلاف الجوي، مهددة بالانكماش نتيجة زيادة انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون الناجم عن احتراق الوقود الأحفوري، والذي يشمل النفط والغاز. وتتوقع الدراسة انخفاض كثافة طبقة “الثرموسفير”، بمقدار 3 بالمئة وذلك بحلول العام 2017.
وبحسب ما أوضح الباحثون، فإنه لدى زيادة تركيز غاز ثاني أوكسيد الكربون فوق سطح الأرض، تصعد تلك الجزيئات إلى طبقة “الثيرموسفير”، لتصطدم بذرات الأوكسجين الموجودة فيها، فتمتص تلك الجزيئات جزءاً من الحرارة الموجودة في هذه الطبقة، لتشعها بعد ذلك إلى الفضاء الخارجي على شكل الأشعة المسماة بـ تحت الحمراء “Infrared”، وهو ما سيؤدي إلى انخفاض الحرارة في “الثيرموسفير” واستقرار جزيئاتها ومن ثم انخفاض كثافتها لاحقاً.
يشار إلى أن طبقة “الثيرموسفير” هي أعلى طبقات الغلاف الجوي، وهي تبدأ من ارتفاع 53 ميلاً فوق سطح الأرض وتمتد مسافة 372 ميلاً تقريباً، وتتكون من النيتروجين والأوكسجين بشكل رئيسي، وترتفع درجة الحرارة فيها بحسب النشاط الشمسي، فهي تعمل على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية الضارة بهدف حماية الأرض.
… وأضراره
ينتج غاز ثاني أوكسيد الكربون من احتراق أي مادة عضوية في الهواء، لذلك فإن آثاره ضارة، ولكننا لا نشعر بها في الحال، وذلك لأن غاز ثاني أكسيد الكربون من المكونات الطبيعية للهواء.
وقد لوحظ في السنوات الأخيرة، أن نسبة هذا الغاز في الغلاف الجوي للأرض، قد ارتفعت قليلاً، ويرجع سبب هذه الزيادة في نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون، إلى تلك الكميات الهائلة من الوقود التي تحرقها المنشآت الصناعية، ومحطات الوقود ومحركات الاحتراق الداخلي في وسائل النقل والمواصلات.
ومن المعروف أن احتراق جرام واحد من المادة العضوية يعطي 1.5- 3جرامات من غاز ثاني أوكسيد الكربون.