تتوالى الدراسات التي تفسّر تطوّر الحياة الحيوانية، وغالبا ما يربط العلماء بشكل كبير بين تصرفات بعض الحيوانات والبشر، وفي حين كان الحيوان الاكثر شبهاً بطريقة حياته للانسان هو القرد، بات للكلاب حصّة أيضا!

ففي العام 2014، نشرت في دورية “نيو سانتس “ العلمية دراسة توصل في نهايتها  باحثون من المجر من خلال إجراء مسح لأدمغة الكلاب بتقنية التصوير بالرنين المغناطيسي إلى أن أدمغة الكلاب تستجيب للأصوات بنفس الطريقة التي يستجيب بها الدماغ البشري. كما أن الأصوات المفعمة بالعاطفة، مثل البكاء أو الضحك، تثير أيضا استجابات مماثلة لدى الكلاب، وهو ما قد يفسر السبب أن الكلاب تتفاعل مع العواطف البشرية.

يقول الباحث الرئيسي بالدراسة أتيلا أنديكس من الأكاديمية المجرية للعلوم التابعة لـ “جامعة اوتفوس لوراند” في العاصمة بودابست: “نعتقد أن الكلاب والبشر لديهم آلية مماثلة للتعامل مع الرسائل العاطفية”. فإن المنطقة الخاصة بالنشاط في دماغ الكلب مشابهة جدا للمنطقة التي وجدناها في الدماغ البشري. والحقيقة هي أننا وجدنا هذه المناطق موجودة بالكامل في دماغ الكلب، وهو ما يمثل مفاجأة كاملة. وهذه هي المرة الأولى التي نرى فيها هذا الأمر في كائن من خارج رتبة الرئيسيات من الثدييات”.

استكمالاً لتلك الدراسة، أظهرت آخر النتائج أن الكلاب يهتمون بما نقوله وكيف نقوله، وبيّنت الدراسة أن الكلاب مثل البشر يستخدمون نصف الكرة المخية الأيسر لمعالجة الكلمات، والنصف الأيمن لمعالجة طريقة نطق الكلمات، ووجدت الدراسة نشاطا لدى الكلب إذا ما كانت الكلمات وطريقة نطقها متطابقة. ويقول الباحثون أن الكلاب وضعوا آلية عصبية لمعالجة الكلمات في وقت مبكر كثيرا عما كان يُعتقد.

وأظهرت صور دماغ الكلاب أنهم يفضّلون استخدام النصف المخي الأيسر لمعالجة الكلمات ذات المعنى وليس لمعالجة الكلمات التي لا معنى لها، بينما استخدمت الكلاب النصف المخي الأيمن لمعالجة النطق المشيد وغير المشيد، وهذه هي نفس المنطقة السمعية في الدماغ التي وجدها الباحثون سابقا في الكلاب، لمعالجة الأصوات العاطفية غير الكلامية من الكلاب والبشر.

وهذا ما يُشير إلى أن آليات معالجة طريقة نطق الكلام لا تقتصر على الخطاب فقط، وأوضح الباحثون أن هذه الدراسة هي الخطوة الأولى لفهم كيفية تفسير الكلاب لكلام الإنسان، ويمكن أن تساعد هذه النتائج في جعل التعاون بين الكلاب والبشر أكثر كفاءة، وتشير هذه النتائج إلى استنتاجات هامة حول البشر، وأشار أنديكس إلى أن “البحث يُسلّط الضوء على ظهور كلمات لغوية تطورية، وما يجعل كلمات الإنسان فريدة ليس القدرة العصبية الخاصة ولكن اختراعنا لاستخدامها”.

 

مصدر جيني واحد لامراض سرطانية

 

لم يقتصر الامر على التشابه فحسب، بل ذكرت دراسة أميركية نشرت في الدايلي ساينس أن التشابه الكبير بين الخريطتين الجينيتين للكلاب والإنسان، يمكن الاستفادة منه في علاج عدد كبير من الأمراض البشرية.

وقال تيد بيترسون، البروفسور المساعد بالطب البيطري والجينات بجامعة مينيسوتا الأميركية، قوله إن “السرطان هو السبب الأساسي في نفوق الكلاب”.

وأضاف “تتشابه آلية مرض السرطان والعلاجات المعتمدة له لدى الكلاب والبشر، مما يعني أنه يمكننا معرفة الكثير عن هذا المرض، والاستفادة من هذه الاكتشافات لدى البشر والكلاب”.

ولاحظ بيترسون أن التغييرات الطارئة على الصبغيات في بعض الحالات من سرطان الكلاب، يمكن مقارنتها بالتغييرات التي نشهدها لدى الإنسان “مما يعني أن الكلاب والبشر يتشاركون في المصدر الجيني لأنواع عدة من السرطانات التي يصاب بها الناس والكلاب”.

وأشار إلى أنه عبر التركيز على القسم المتغيّر من المورثات لدى الكلاب والبشر، يمكن الاقتراب عندئذٍ من اكتشاف المورثات المسؤولة عن هذا المرض.

ومن جهتها، قالت الباحثة البريطانية إيلين أوستراندور إن خريطة الكلب الجينية شبيهة بخريطة الإنسان. ولفتت إلى أن الكلاب والبشر يتشاركون قسماً كبيراً من الأمراض الجسدية والنفسية.

كما قالت الطبيبة لورا كاهن، الباحثة في برنامج العلوم والأمن العالمي بـ “جامعة برينستون” الأميركية، إنه يمكن استخدام التداخل الكبير بين جينات الإنسان والحيوان ليس في علاج الحيوان فحسب، بل في علاج الإنسان أيضاً، مشيرة إلى أن بقاءنا على قيد الحياة واستمرار الحياة على الأرض يعتمدان على درجة استفادتنا من هذا التشابه بين خريطتي الإنسان والحيوان الجينيتين.

 

تشابه في طرق الولادة!

 

في حادثة جديدة، انجبت كلبة توأماً متماثلاً من مشيمة واحدة وبطريقة قيصرية، في مستشفى دال البيطري في جنوب افريقيا، تحت اشراف الطبيب البيطري  كورت دي كريمر،  الامر الذي استغربه العلماء بشكل كبير على اعتبار ان هذه العملية هي الاولى من نوعها عند الكلاب.

والتفاصيل في هذا الفيديو:

https://www.youtube.com/watch?v=KrLU-1h53QU

 

 

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This