أشارت دراسة أجريت في الإمارات العربية المتحدة إلى أن 80 بالمئة من الموظفين في دول الخليج معرضون للإصابة بأمراض ناجمة عن الجلوس في المكاتب واستعمال الحاسوب، والتي تسبب آلام أسفل الظهر ومشاكل العمود الفقري.
وأوضحت الدراسة أن هذه الأمراض تعد السبب الأول في حدوث الإعاقة لدى المرضى تحت عمر 45 عاما، ونبهت إلى أن الذين يعانون من آلام منطقة أسفل الظهر لأكثر من ستة أشهر متواصلة تقل فرص عودتهم للعمل بنسبة 50 بالمئة.
في هذا الاطار تحدث الاخصائي في امراض العظم الدكتور جورج راسي لـ greenarea.info، قائلا ان “الجلوس لفترة طويلة وعدم ممارسة الرياضة والعمل اكثر من ثماني ساعات يوميا من دون استراحة من وقت لآخر، يزيد من آلام الظهر لدى الموظفين في المكاتب، والاكثر تعرضا هن النساء الحوامل اللواتي يعانين من ثقل الحمل الذي يزيد من آلام الظهر”.
وأضاف: “في دول الخارج تخصص الشركات نوادٍ رياضية كي يستطيع الموظف ممارسة الرياضة بعد الانتهاء من عمله، خصوصا اولئك لذين يعملون لفترة طويلة”، وقال الراسي: “من هنا كانت الفكرة، لجهة ان كل شركة عليها تخصيص نادٍ رياضي لمساعدة الموظفين على ممارسة الرياضة بهدف حثهم على العمل بصحة نفسية وجسدية سليمة بغية زيادة الانتاجية، بينما في لبنان هذا الامر غير متوفر”.
وشدد الاخصائي في أمراض العظم الدكتور شاهين عاصي على اهمية ممارسة رياضة السباحة للتخلص من امراض الظهر، وقال لـ greenarea.info: “إن آلام الظهر عند الموظف تؤذي العمود الفقري، وذلك نتيجة الجلوس طويلا وراء المكتب، كل ذلك بسبب قلة الحركة التي تتسبب بالبدانة”، ورأى أن “المطلوب تحسين وضعية كرسي الجلوس في المكتب على ان تكون بشكل عمودي، والتركيز على المشي من وقت لآخر”.
وحذر الطبيب الجراح الدكتور رشيد رحمة “من الاهمال وعدم التعاطي بجدية من قبل اصحاب العمل مع موظفينهم من حيث التركيز على اختيار الكرسي الطبي السليم في المكاتب لضمانة صحة الموظف”، وقال لـgreenarea.info ان “عددا كبيرا من الموظفين في المكاتب يعانون من آلام الظهر الحادة خصوصا الذين يعملون لفترة طويلة، والسبب انه في لبنان لا تؤمن الشركات كرسيا طبيا سليما للموظف مثلما هو عليه الأمر في دول كاليابان وأميركا”.
وأشار الاخصائي في امراض المفاصل الدكتور مجيد ابي صعب لـgreenarea.info إلى أن “ادارة فيسبوك قررت توفير كل الراحة لموظفينها تجنبا من الوقوع في أمراض المكاتب خصوصا آلام الظهر، وانشأت ناديا رياضيا للموظفين يلجأون اليه خلال ساعات العمل كي لا يكون لدى الموظف اي حجة يوما ما انه اصيب بالمرض نتيجة كثرة العمل”.
وشدد على “ضرورة اعطاء الطب الوقائي اولوية في مراكز العمل لحماية صحة العامل من اجل انتاجية افضل”.
