يبدو أن السلاحف البحرية في مصر ليست أفضل حالا في مقارنة مع السلاحف في لبنان، وكأننا محكومون بذهنية غير قادرة على مراعاة القيم البيئية في الوطن العربي، على الرغم من أن ثمة قوانين صارمة في مجال حماية السلاحف البحرية المعرضة للانقراض، وعلى الرغم من وجود عشرات المحميات من الشرق الأوسط إلى الخليج العربي.
تواجه السلاحف البحرية في بعض الدول العربية القتل نتيجة بعض الموروثات والعادات المستمرة، ومنها جمع بيوضها وتناولها كنوع من الطعام الشعبي، فضلا عن تناول لحومها، وهذه العادة تراجعت في لبنان وبعض الدول، لكنها ما تزال قائمة في دول عربية عدة، وتحاول السلطات المحلية تعميم ثقافة بيئية للحفاظ عليها، ولكن مثل هذا الأمر يتطلب سنوات عدة، ما يستدعي التشدد بإجراءات الحماية.

سلحفاة بحرية في مطعم

أما في جمهورية مصر العربية، فتواجه السلاحف البحرية، أخطارا كبيرة وعديدة، لعل أبرزها الاستمرار في مسلسل الاتجار بها، وأشار في هذا السياق الناشط حاتم مشير Hatem Moushir المهتم بالتراث الانساني والطبيعي إلى توجه قبل أيام عدة إلى أحد مطاعم الأسماك الشهيرة في شارع مكرم عبيد في مدينة نصر، لإنقاذ سلحفاة بحرية تم الإبلاغ عن وجودها هناك من خلال شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، وتواصل مع صاحب المطعم، وأخبره أن جميع أنواع السلاحف البحرية محمية بالقانون المصري والاتفاقيات الدولية ولا يجوز حيازتها أو الاتجار بها، وطالبه بالتعاون لإعادتها إلى بيئتها الطبيعية، لكنه رفض متعللا بأنه يملكها ولا تجرؤ أي جهة على أخذها منه ولو بقوة القانون! بحسب ما أشارت “المصري اليوم”.

إطلاق سلحفاة

وكانت وزارة البيئة المصرية قد أطلقت الشهر الماضي من خلال محميات المنطقة الشمالية بقطاع حماية الطبيعة سلحفاة نادرة من نوع “لوغرهيد” Loggerhead sea turtle المهدد بالانقراض عالميا إلى مياه البحر المتوسط، وذلك بعد فحصها والتأكد من سلامتها وقدرتها على السباحة.
وكان محميات المنطقة الشمالية بالوزارة قد تلقت بلاغا من إحدى الجمعيات المهتمة بحقوق بالحيوان في مدينة الإسكندرية يفيد بوجود سلحفاة صغيرة بأحد المطاعم بالساحل الشمالي، فتوجهت لجنة متخصصة للتأكد من الواقعة وتم العثور على السلحفاة وتحرير محضر بالواقعة.
إلا أن اصحاب المطعم سلموا السلحفاة إلى اللجنة مع التأكيد على عدم علمهم بأنها من الأنواع النادرة، مشيرين إلى أنها وجدت مع كمية من الأسماك.
من جانبه قال مدير عام محميات المنطقة الشمالية الدكتور محمد العيسوي إن السلحفاة التي تم العثور عليها صغيرة الحجم، موضحا أنه تم إطلاقها في المياه بعد فحصها والتأكد من سلامتها وقدرتها على السباحة.

اتفاقية سايتس

والجدير بالذكر أن الفترة الحالية التي تمتد من منتصف حزيران (يونيو) وحتى نهاية أيلول (سبتمبر) من كل عام تمثل موسم خروج مثل هذا النوع من السلاحف البحرية للشواطئ لوضع البيوض والعودة مرة ثانية للمياه.
يشار إلى أن السلاحف البحرية تخضع في مصر لحماية مباشرة في القانون المصري رقم ٩ لسنة ٢٠٠٩ ولائحته التنفيذية رقم ١٠٩٥ لسنة ٢٠١١، كما تخضع لحماية الاتفاقيات الدولية الموقعة عليها مصر، مثل:
-اتفاقية سايتس CITES
-اتفاقية بون CMS المحافظة على الانواع البرية والبحرية المهاجرة.
-اتفاقية برشلونة لحماية البحر المتوسط من التلوث، وما أُلحق بها من بروتوكول المناطق المتمتعة بحماية خاصة والتنوع البيولوجي في البحر المتوسط.
-الاتفاقية الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن.
 

image
image

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This