هل يمكن أن يصل الإنسان يوما، من خلال تطويره لتقنيات حديثة أن يترجم لغة التخاطب بين الكائنات؟ وهل يتحقق له ذلك عبر فك “شيفرة” الأصوات، على الأقل لأنواع محددة منها؟
أسئلة مشرعة على احتمالات كثيرة، ونطرحها لمعرفة كيف توصل علماء الأحياء البحرية مؤخرا إلى تسجيل حوار بين الدلافين، في سابقة علمية من الممكن أن تشكل خطوة مهمة على طريق فهم ما خفي عنا في عالم هذه الكائنات البحرية الرائعة، التي يصنفها العلماء الأولى من حيث الذكاء بعد الانسان إلى جانب أنواع من القردة، ولا سيما منها “الشيمبانزي”.

تشبه لغة الانسان

فلأول مرة بعد عقود طويلة من الدراسات والابحاث، تمكن العلماء من تسجيل حوار بين الدلافين، بعد أن لاحظوا زوجا من هذه الثديات البحرية يستخدم النقرات والنبضات لتكوين كلمة واضحة. نظريا، وبحسب الباحثين القيمين على الدراسة، فإن الدلافين تستطيع تكوين جمل للتواصل في ما بينها.
وتمكن الباحثون من تطوير ميكرفونات صممت خصيصا للاستخدام تحت الماء، لالتقاط هذا النوع من التواصل، حيث لوحظ ان اثنين من دلافين البحر السوداء “ياشا” Yasha و”يانا” Yana ينتظران ان ينهي احدهما جملته ليرد الآخر عليه، وتمتلك هذه اللغة كافة خصائص لغة الانسان، وهو ما يشير الى مستوى عالٍ جدا من الذكاء والوعي لدى الدلافين.
ويذكر ان للدلافين مخا اكبر من كثير من الثديات ويزن نحو 1800 غراما، أي ما يوازي 0.9 بالمئة من اجمالي وزنها، وهي تقريبا نفس النسبة بين وزن مخ وجسم الشيمبانزي، وانتشرت نظرية تمتع الدلافين بالذكاء في الخمسينيات من القرن الماضي بفضل عالم الاعصاب جون ليللي John Lilly، وكان قد ربط مخ الدلفين بأقطاب لمراقبتها وتحفيزها، ووجد ان الدلافين التي تتعرض لخطر القتل تصدر ضوضاء عالية، وقد فسرها على انها محاولة للتواصل مع اقرانها، وبعد المزيد من التجارب اصبح جون ليللي مقتنعا ان للدلافين لغة تشبه لغة الانسان تتتواصل بها مع الثديات البحرية.

صداقة الدلافين بالبشر

وقال العلماء في “محمية كاراداج الطبيعية” Karadag Nature Reserve في فيودوسيا Feodosia الروسية، أن الدلافين مثل البشر قادرة على الاتصال مع بعضها البعض وتبادل المشاعر مثل الإجهاد أو السعادة.
وقال كبير الباحثين الدكتور فياتشيسلاف ريابوف Vyacheslav Ryabov لـ “التلغراف”: في الأساس، هذا التبادل يشبه محادثة بين شخصين، ويمكننا أن نفترض أن كل نبضة تمثل صوتا أو كلمة من اللغة المنطوقة من قبل الدلفين”.
وتكوّن الدلافين رموزا، وتستطيع التعرف على نفسها في المرآة، وتظهر الخوف والحب تماما مثل البشر، ومثل هذه التشابهات قد تفسر لماذا تحرص الدلافين على اقامة علاقة صداقة مع البشر.
وهناك حكايات عن صداقة الدلافين بالبشر تعود الى عام 77 قبل الميلاد عندما حكى عالم الطبيعة الروماني بليني Pliny، والمعروف باسم “كايوس بلينيوس سـكوندوس” Gaius Plinius Secundus عن صبي كان يصادق الدلافين ويطعمهم الخبز، وقد نشر هذا البحث في مجلة “الرياضيات والفيزياء” Mathematics and Physics.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This