جاء حادث انقلاب الزورق السياحي قرب “زيرة صيدا” البحرية، ليطرح قضية أساسية مرتبطة بمدى الالتزام بقوانين السلامة العامة، وبالتالي، نسأل: هل ثمة مراقبة لهذه الزوارق؟ صلاحيتها؟ التزام أصحابها بمعايير السلامة؟ الالتزام بنسب الحمولة بحسب كل نوع من هذه الزوارق والمراكب واليخوت؟ وبالتالي من هي الجهة المولجة الاشراف والمراقبة؟ وهل أن القوانين المعتمدة في هذا المجال بحاجة إلى تعديل وتطوير؟
من المفارقات الغريبة أن الحادث تزامن أيضا مع انقلاب خيمة هوائية في حديقة ملاه تقام مؤقتا في فترة الأعياد، في مدينة طرابلس، وتقع خلف محطة الفهد، أدى الى جرح ثلاثة اطفال، نقلتهم سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر، الى أحد مستشفيات المدينة، فضلا عن الكثير من الحوادث ومن بينها غرق مواطنين، إلا لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع أن الجهات المعنية انتشلت جثة غريق.
ست إصابات
فقد انقلب الزورق سياحي في بحر مدينة صيدا وعلى متنه عدد من السياح والمواطنون، في رحلة بحرية قصيرة من “زيرة صيدا”، وعند وصولهم الى مدخل القلعة البحرية انقلب المركب بمن فيه، وقد علمت مصادرنا بأنه تم نقل ستة اشخاص الى “مستشفى لبيب ابو ظهر” ثلاثة منهم بحالة حرجة، ولا معلومات رسمية حتى الآن.
رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي صرح بأن هذه المراكب تنقل عادة الركاب من الميناء نحو الزيرة والعكس، واضاف ان الحمولة تكون مضبوطة في الذهاب اما في الإياب فهناك زيادة في الحمولة تحصل عادة وعدم تنظيم في النقل اي بشكل عشوائي، ورجح ان يكون سبب الحادث هو حمولة زائدة من الركاب، كما اضاف ان لا معلومات رسمية حتى الآن.
امين عام الصليب الاحمر جورج كتانة، قال لـ greenarea.info: “تم نقل ست حالات الى المستشفيات في صيدا ثلاث منها في حالة حرجة جدا، كما تم اسعاف حالة واحدة على الارض.
كما وردنا تسجيل صوتي من احد الركاب يقول فيه ان صاحب المركب استهتر بحياة الركاب وكان يعلم أحدهم القيادة! وسارع ركاب مركب آخر والصليب الاحمر والدفاع المدني لمحاولة الانقاذ
السارجي
نقيب الغواصين اللبنانيين المحترفين محمد السارجي قال لـ greenarea.info: “شاركنا في عمليات الإنقاذ بالقرب من مدخل ميناء صيدا، وللآن لا زلنا نجري مسحا للمنطقة ولا معلومات مؤكدة لدي عن الاعداد، لأن عملية الانقاذ كانت سريعة ومتنوعة شارك فيها الناس ومراكب الصيد مع فريق من الغواصين وجمعية اصدقاء الزيرة، وكانت العملية سريعة بحيث اننا لم نستطع احصاء اي عدد”.
واضاف السارجي: “اليوم نجونا من كارثة كبيرة كادت تلم بالركاب بفضل التكاتف والتعاون من قبل الجميع في إنقاذ مستقلي المركب”، لافتا إلى أن “قرب الحادث من الشاطئ ساعد في وصول المنقذين وانقاذ الغرقى”، وختم السارجي “لا زلنا في المنطقة نتابع المسح مع الجيش والقوى الامنية”.
وعلم greenarea.info أن النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان أوقف صاحب المركب ويدعى محمد رنو، بعدما تبين ان عدد الركاب الذي عليه نحو 23 شخصا، أي أكثر من الحمولة المسموح بها قانونيا.