قبل نحو ثلاث سنوات حذر خبراء المناخ من أن أجزاء من العاصمة الاندونيسية، جاكرتا، ستتعرض للغرق، وتغمرها المياه كليا بحلول عام 2030، بسبب ارتفاع مستويات البحر نتيجة الاحتباس الحراري العالمي والتغير المناخي.

وكان رئيس “المجلس الوطني للتغير المناخي في إندونيسيا”Indonesian National Council on Climate Change رشمات ويتولار Rachmat Witoelar، قد أكد في تلك الفترة انه في حال استمرت الاوضاع والظروف الحالية على ما هي عليه، فإن اجزاء من جاكرتا ستغرق بالكامل بحلول عام 2030، أي في فترة قريبة، ما يبقي هواجس الإندونيسيين ومخاوفهم ماثلة وبقوة.

ويومها شدد ويتولار أيضا على ضرورة اتخاذ خطوات سريعة تحسبا للآثار السلبية للتغير المناخي، في سبيل انقاذ العاصمة الاندونيسية من الغرق، وحذر ايضا من الآثار السلبية المترتبة على صحة الشعب الاندونيسي جراء التغير المناخي، فيما حثت وزيرة الصحة الاندونيسية نفسية مبوي Nafsiah Mboi عامة الشعب الاندونيسي على زيادة وعيه بالآثار السلبية المحتملة التي قد تطرأ على صحتهم جراء الأزمات البيئية الناجمة عن التغير المناخي.

 

بناء 17 جزيرة صناعية

 

وفي هذا السياق، أكد أمس الأول وزير التنسيق البحري الإندونيسي ووزير الطاقة المؤقت لوهوت بانجيتان Luhut Pandjaitan، أن بلاده ستعاود استصلاح الأراضي التي من شأنها أن تساعد في الحيلولة دون غرق العاصمة جاكرتا تحت سطح البحر، بعد تعليق العمل في المشروع لمدة خمسة أشهر بسبب مخاوف تنظيمية وبيئية.

وتقع جاكرتا الكبرى – وهي أحد أكثر المدن المأهولة بالسكان حول العالم – على سهل تكثر به المستنقعات، وتغرق تحت مستوى سطح البحر بمعدل أسرع من أي مدينة أخرى في العالم.

وركزت جاكرتا اهتمامها على دعم دفاعاتها بحائط من المصدات البحرية بطول يزيد قليلا عن 24 كيلومترا، وتجديد شبكة تصريف الفيضانات المتداعية.

وقال بانجيتان “إذا لم نكمل بناء الحائط البحري العملاق، فإن ذلك سيؤثر ذلك بقوة على جاكرتا في ما يتعلق بتسرب المياه المالحة”.

ويشمل المخطط الرئيسي للمشروع بناء 17 جزيرة صناعية قبالة الساحل الشمالي لجاكرتا، حيث تخطط الشركات العقارية لتشييد مراكز للتسوق ومزارات مشابهة لتلك التي بنتها سنغافورة على جزيرة سنتوسا Sentosa.

لكن العمل في المشروع توقف في نيسان (أبريل) الماضي، بسبب خلافات بين الحكومة وحاكم جاكرتا حول من له صلاحية إصدار التصاريح. وفي المقابل، احتج صيادون أيضا على أعمال الاستصلاح، وقالوا إنها ستقلل الكميات التي يصطادونها من الأسماك، ما يؤثر على مصدر رزقهم.

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This