أكدت دراسة حديثة أن ذوبان جليد القطب الشمالي ينجم عنه مواسم أقصر بالنسبة للدببة القطبية polar bears، ما يحول دون إمكانية الحصول على الصيد والغذاء، ويؤثر على نحو متزايد على تكاثرها، وأوضحت الدراسة أن جليد القطب الشمالي يذوب بشكل أسرع من أي وقت مضى، الأمر الذي يهدد بقاء الدببة على قيد الحياة، خصوصا وأن هذه الكائنات القطبية الضخمة تعتمد على موسم الثلوج والجليد في تأمين استمراريتها وبقائها.

وبحسب ما هو معروف، فإن الدببة القطبية تعتبر من بين أكثر الأنواع التي تتأثر بالتغيرات المناخية عاما بعد عام، ولا سيما في جليد البحر القطبي، لأنها تعتمد على السطح الجليدي للبحر في الأنشطة الضرورية كالصيد والتنقل والتكاثر، وأشارت الدراسة التي أجرتها “جامعة واشنطن” University of Washington عن وجود اتجاه نحو ذوبان جليد البحر في الربيع بشكل مبكر، وعودة الجليد لاحقا في الخريف. وأوضح القيمون على الدراسة أن هذا الاتجاه سيكون له أثر سلبي على قدرة الدببة القطبية على تأمين غذائها وتكاثرها.

 

جليد البحر منصة الدببة للحياة

 

وتعتبر نتائج الدراسة المنشورة في Cryosphere journal الأولى من نوعها لجهة قياس حجم التغيرات في جليد البحر القطبي، لدى كل الفئات الفرعية من الدببة القطبية في المنطقة القطبية باستخدام أدوات قياس مخصصة للدببة القطبية.

وبحسب المشارك في لدراسة والباحث في “جامعة واشنطن” هاري ستيرن Harry Stern، فإن “الدراسة أظهرت انخفاضا في جليد البحر لكل الفئات الفرعية من الدببة القطبية”، وأضاف ستيرن: “لقد استخدمنا نفس وحدات القياس لدى الفئات الفرعية من الدببة في القطب الشمالي، بحيث تمكنا من المقارنة على سبيل المثال بين منطقة “خليج هدسون” Hudson Bay و”خليج بافن” Baffin Bay باستخدام نفس وحدات القياس”.

وكشف التحليل عن التوقيت الحاسم لتفكك الجليد البحري والتجمد في كل المناطق بطريقة ضارة للدببة القطبية، ويعيش 19 من الدببة القطبية المنفصلة في كافة أنحاء منطقة القطب الشمالي، وتقضي الربيع والشتاء في الصيد والتجول على الجليد، وتعتمد الدببة على في غذائها على عجول البحر Seals التي توفر لها الدهون والعناصر الغذائية في البيئة القطبية الشمالية القاسية، ولا تستطيع الدببة السباحة سريعا، ولذلك فهي تجثم على الجليد وتنصب الكمائن لعجول البحر في فتحات التنفس أو تخترق الجليد للوصول عرينها، وبينت المؤلفة المشاركة للدراسة الدكتورة كريستين ليدري Kristin Laidre أن “جليد البحر هو منصة الدببة القطبية للحياة، وجليد البحر هو المكان الذين تحصل من خلاله على فرائسها”.

 

تحديث النتائج

 

واعتمدت الدراسة على 35 عاما من بيانات الأقمار الصناعية، والتي أظهرت تركز الجليد كل يوم في القطب الشمالي، وجد الباحثون أن العدد الإجمالي للأيام المغطاة بالجليد انخفضت بمعدل 7 إلى 19 يوما بين عامي 1979 و2014، كما وانخفض تركز الجليد خلال شهور الصيف في كل المناطق بنسبة 1-9 بالمئة، وأشار الباحثون إلى أن النتيجة المخيفة هي الاتجاه إلى الذوبان المبكر للجليد في الربيع والتجمد لاحقا في الخريف، وتراجع جليد القطب الشمالي في فصل الربيع في النهار ودرجات الحرارة الدافئة، وتُبنى طبقات الجليد مرة أخرى في أشهر الخريف مع انخفاض درجات الحرارة.

وتابعت ليدري “هذه النقلات بين الربيع والشتاء تقيد الفترة التي يتاح فيها الجليد كموئل جيد للدببة للتغذية، وترتبط هذه الفترات أيضا بموسم التكاثر حيث تجد الدببة شركائها”.

ووجد الباحثون أنه في المتوسط ذاب الجليد في الربيع بشكل مبكر بمعدل 3-9 أيام، وهو ما يقدر بنحو 3 أسابيع ونصف الأسبوع و7 أسابيع من الفقدان لجليد البحر كموئل جيد للدببة القطبية على مدى 35 عاما من بيانات جليد البحر القطبي الشمالي، ويخطط الباحثون لتحديث نتائجهم سنويا عند تتاح لهم إحصاءات التغطية الجليدية.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This