ما تزال بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، تروج لأخبار عن نفوق كائنات بحرية، وكأن في الأمر مادة إخبارية “دسمة”، طالما أنها تجتذب القراء والمتابعين، وليس هذا فحسب، فغالب الأحيان ثمة من يسارع إلى نقل أخبار ملفقة لا تمت إلى الحقيقة بصلة، وفي ذلك نظرة قاصرة حيال هذه الكائنات التي تعتبر جزءا من بيئتنا البحرية، ومهمة الحفاظ عليها مسؤولية لا تفرضها القوانين فحسب، وإنما تفرضها معايير أخلاقية وإنسانية.
فقد انتشر خبر عن أن أحد المواطنين عثر أمس على دولفين نافق في البحر، قبالة احد المنتجعات في طبرجا، وتبين أن الدلفين هو الخامس لهذا الاسبوع،ونشرت إحدى الدمعيات البيئية عبر صفحتها الخاصة على فيسبوك عن سبب نفوق هذه الدلافين، موجهة “أصابع الاتهام نحو صيادي السمك”! وأشارت الجمعية عينها الى انه تم استعمال السم لقتل هذه الحيوانات لان الاخيرة تأكل أسماك الصيادين.
إدريس: من لديه إثبات فليقدمه
وتابع موقعنا ما تم الترويج له من أخبار، لنتبين أن أيا منها لا يمت إلى الحقيقة بصلة، وانتقدت رئيسة حملة الأزرق الكبير عفت إدريس “نشر أخبار غير صحيحة”، وقالت: لـ greenarea.info: “حتى الآن ليس ثمة أربعة أو خمسة دلافين وجدت نافقة كما روج”، لافتة إلى أن “خبر نفوق الدولفين وصل وزارة الزراعة قبل أن يتداوله الناس وأجريت التحقيقات، ووجدوا الدولفين ذاته كما بدا في الصور”.
وبحسب إدريس فإن “دولفينا علق بشباك أحد الصيادين قرابة الثانية فجرا، والدولفين من الصعب جدا التعامل معه في هذه الحالة وتخليصه من الشباك، خصوصا وأن الصياد كان في مركبه في عرض البحر، والمرجح أن يكون الدولفين قد نفق وهو عالق في الشبك، ومن ثم قام بسحبه مع الشباك وأعاد إطلاقه في المياه، والأرجح أن هذا حادث عرضي غير مقصود، خصوصا وأن الوزارة حققت مع الصياد”.
ونوهت بالتحرك السريع من قبل وزارة الزراعة، ولفت إلى أن “ثمة اجتماعا سيعقد بعد قليل بمشاركة تعاونيات صيادي الأسماك لبحث مثل هذه الحوادث والتشديد على عدم التعرض لهذه الكائنات البحرية”.
وحول ما أشيع عن تعرض الدولفين لطعنات بالسكين، قالت إدريس: “الجروح كما بدت ناجمة عن ارتطامه بالصخور الناتئة، ولا أثر لطعنات سكين، وعسى أن يتعظ المواطنون لعدم التعرض لهذه الكائنات، خصوصا وأن هناك قانونا واضحا يمنع صيد الدولافين أو التعرض لها”
وبحسب إدريس، فإن الدولفين من نوع Common، وهو واحد من ثلاثة أنواع موجودة لدينا في بحر لبنان”، ولفتت إلى أن “هناك من روج إلى أن الدولفين نفق بعد تسميمه وهذا كلام لا نعلق عليه، فمن لديه إثبات فليقدمه”.
سيقلي: لم يجد آثار طعنات سكين
المراقب في مديرية التنمية الريفية ورئيس مركز أحراج كسروان في وزارة الزراعة شادي سيقلي، قال لـ greenarea.info أنه “بناء على تعليمات وتوجيهات من معالي الوزير شخصيا ومدير التنمية الريفية، تم الاتصال بي لمتابعة الموضوع، وتوجهت مع دورية للتأكد ما إذا كان الدولفين موجودا لمعاينته وإجراء ما هو لازم، لكننا لم نعثر عليه”، وأشار إلى “اننا قمنا باتصالات وجمعنا معلومات، فعلمنا أن هذا الدولفين كان عالقا بشبك أحد الصيادين، وهذا الأمر حدث ليلا، ولم يكن هناك أحد قريبا منه، ولم يتعرض للتسميم، وليس هناك لا أربعة ولا خمسة غيره”.
ولفت إلى أن “الدولفين عندما تلتف الشباك عليه يأخذ في التحرك للتخلص من منها، وأحيانا ينفق وهو يتخبط في الشباك”، وقال: “ان الصياد كان بمفرده وعمره نحو 68 سنة، ووجده نافقا، فأفلته في المياه وجذبته الأمواج إلى الصخور في طبرجا مع بزوغ الفجر، وحوالي الحادية عشرة صباحا عثر عليه مواطن واتصل بالدفاع المدني، لكنه كان نافقا، وقد أبلغني أنه لم يجد آثار طعنات سكين، ومن ثم عادت المياه وسحبته إلى البحر، واكملنا دورياتنا، ومن ثم اتصلت برئيس تعاونية طبرجا ورئيس تعاونية جونيه، ولم يعثر أحد على دولفين آخر”.
ونفى ما أشيع من أخبار، لافتا إلى أن “أحدا لا يمكنه الإمساك بدولفين طوله ثلاثة أمتار، فضلا عن أنه كائن ذكي جدا”.