وجدت دراسة جديدة نشرت في الثالث من أيلول (سبتمبر) الجاري، أن ما يصل إلى ثلث متطلبات الطاقة في شرق الولايات المتحدة يمكن تأمينها من خلال مصادر الطاقة المتجددة في غضون عشر سنوات.
“هذا نبأ عظيم”، يقول الدكتور توماس ريتشر Thomas Richter وليس لأولئك المهتمين بالبيئة فحسب، فإن شبكة ربط الكهرباء الشرقية التي تخدم أكثر من 240 مليون نسمة في شرق الولايات المتحدة قد وضعت في الخدمة لأكثر من قرن، وثمة خبراء يحثون على تحديثات جذرية.
وقام المختبر الوطني للطاقة المتجددة في ولاية كولورادو بدراسة قابلية إضافة مصادر الطاقة المتجددة لهذه الشبكة للتطبيق من الناحية الفنية، وتم نشر النتائج التي توصلوا إليها في الدراسة الشرقية لدمج التوليد المتجدد، ووجد الباحثون أن الشبكة الشرقية المعقدة والمترامية الاطراف، التي تمتد من منتصف كندا لرأس ولاية فلوريدا، وتضم 5600 مولدة و 50000 عقدة و 60000 خط نقل، يمكن أن تأخذ ما يصل الى 30 بالمئة من احتياجاتها من الطاقة من مصادر عديدة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حتى لو أنها لا توفر نفس المستوى من مدخول الطاقة على مدار الساعة.
“من خلال النمذجة العميقة والمفصلة لنظام الطاقة، ساعد المختبر الوطني بإعادة الحديث عن مدى الذهاب عمليا مع الرياح والطاقة الشمسية في واحدة من أكبر أنظمة الطاقة في العالم”، وفقاً لأحد الباحثين، تشارلتون كلارك، من وزارة الطاقة الأميركية.
استخدم المختبر الوطني منصات حاسوبية عالية الأداء وتصورات مرئية مصممة لمعرفة مدى تنوع الطاقة المتجددة التي بإمكان الشبكة الشرقية من استيعابها. وقد سخر الحاسوب العملاق المبرد بالماء والتابع لوزارة الطاقة الأميركية في إجراء عمليات الحساب هذه. وأجريت الملايين من العمليات الحسابية على فترات متقطعة مدتها 5 دقائق، لمحاكاة أداء الشبكة الشرقية كما يذهب طلب الطاقة صعوداً وهبوطاً، وكما يزداد أو ينخفض مدخولها. بالإمكان قراءة ملخص للنتائج كالتالي:
الأمل هو أن البيانات الجديدة يمكن أن تساعد مؤسسات الإنتاج والمنظمين والحكومة الأميركية على فهم أنواع التغييرات المتطلبة للوصول إلى مستوى الــ 30 بالمئة، فبالرغم من أن تغييرات البنية التحتية هي حاجة، كل هذا ممكن باستخدام التكنولوجيا الحالية.
أقر دانيال روبرتس لموقع فوكس بأن “بإمكان الشبكة الشرقية استيعاب الكثير من مصادر الطاقة المتجددة وبسرعة. وعلى وجه التحديد، بإمكانها استيعاب 30 بالمئة من التوليد المتعدد، كالرياح البحرية والبرية والطاقة الشمسية المنظمة والمتوزعة، بحلول عام 2026، وذلك باستخدام الأدوات المتاحة اليوم. هذا ما يتطلب حيز مساحة ومال وخطوط نقل، ولكن لن يتطلب تطويرات جديدة في تخزين الطاقة أو إدارة الطلب.
يجب على المحطات التقليدية لطاقة الفحم والغاز تحسين زيادة الإنتاج كما هو مطلوب للتعويض عن أوقات انخفاض الإنتاج في الطاقة المتجددة، مثلاً عند شروق الشمس وغروبها. كما يستوجب إجراء تحسينات في مجالات من الصعب نمذجتها باستخدام الحاسوب. على سبيل المثال، سيطلب من مؤسسات الإنتاج الإقليمية التعاون بشكل وثيق مع بعضها البعض، كما يستوجب وجود حوافز حكومية جديدة لتغيير طريقة توفير الطاقة.
ولكن خلاصة هذه الدراسة الجديدة، هو الآتي: يمكن إتمام كل ذلك بحلول عام 2026 بالرغم من وجود 60000 خط نقل. وإذا تم ذلك ببراعة، هناك احتمال تجاوز الـ 30 في المئة في المستقبل.