لن تُرفع النفايات المُكدّسة في شوارع المتن وكسروان قبل السابع من الشهر المُقبل، تاريخ الانتهاء من تجهيز الخلية الأولى للطمر في مطمر برج حمّود، بحسب وزير الزراعة أكرم شهيب. في هذا الوقت، ترفع «سوكلين» النفايات «الطازجة» لـنحو 70 بلدية في القضاءين (من أصل 108) تمهيداً لنقلها الى الموقف المؤقت للنفايات في برج حمود، فيما لا تزال 38 بلدية تتخبّط في نفاياتها القديمة والجديدة
أسبوعٌ مضى على إعلان وزير الزراعة المُكلّف بمتابعة ملف النفايات، أكرم شهيّب، رفع النفايات من شوارع المتن وكسروان.
حينها، ربط الوزير إزالة النفايات بقدرة البلديات على تأمين مواقع مؤقتة لركن النفايات القديمة التي تكدّست خلال 20 يوماً (فترة احتجاج حزب الكتائب وإقفال حزب الطاشناق طريق الموقف المؤقت للنفايات في برج حمّود)، وذلك كي تتمكن شركة “سوكلين” من استئناف عملها ورفع النفايات “الطازجة”.
اليوم، يقول شهّيب، في اتصال مع “الأخبار”، إنّ عدد البلديات الجاهزة لرفع نفاياتها الجديدة (التي استطاعت أن تؤمن عقارات وتوضّب نفاياتها القديمة) ارتفع من 45 بلدية الى 75 بلدية، فيما يقول المكتب الإعلامي لـ”سوكلين” إنّ الشركة ترفع حالياً النفايات الجديدة لـ70 بلدية.
لم تستطع جميع هذه البلديات “الجاهزة” أن تؤمن عقارات مؤقتة لوضع النفايات القديمة. وقد سبق لعدد من هذه البلديات أن أعلنت عدم امتلاكها لعقارات كافية، لكنها عمدت الى “تصريف” نفاياتها القديمة إمّا عبر تغليفها بأكياس ووضعها على الطرقات البعيدة، نسبياً، عن المنازل وتحت الجسور والأوتوسترادات، كبلديتي غزير وجلّ الديب مثلاً، وإمّا عبر “تصديرها” الى مكبّات خارج نطاقها العقاري.
يقول رئيس بلدية ريفون جورج صفير، في اتصال مع “الأخبار”، إنّ البلدية نقلت نفاياتها القديمة الى “مواقع طمر خارج البلدة” (مكبّات)، وذلك بالاتفاق مع جهات “لزّمتها البلدية هذه المهمة”. “مواقع الطمر” هذه عبارة عن مكبات عشوائية وليست مواقع طمر صحية معتمدة. وبحسب مصادر متابعة للملف، فإن عدد المكبات العشوائية “السريّة” ارتفع بعد الأزمة بشكل لافت، بفضل بعض “السماسرة الذين يلتزمون أعمال تهريب النفايات الى بلدات أخرى”.
يشير شهيّب إلى أن هذه النفايات التي يجري تكديسها في المواقع المؤقتة، سواء في عقارات مؤمنة أو على الأتوسترادات، لن تُرفع قبل السابع من الشهر المُقبل، موعد انتهاء الخلية الأولى للمطمر في برج حمّود. ينطبق هذا الأمر على موقع الكرنتينا أيضاً، الذي “احتضن” نفايات بيروت خلال فترة الاحتجاج الكتائبي. وبحسب “سوكلين”، لن تُرفع هذه النفايات القديمة أيضاً قبل الانتهاء من تجهيز مطمر برج حمّود. هذا الأمر يعني عملياً الإبقاء على النفايات في هذه المواقع لمدة أسبوعين على الأقل.
ويؤكد صاحب الشركة المتعهدة (خوري للمقاولات) داني خوري، لـ”الأخبار”، أن العمل جار في الموقع على مدى 24 ساعة “كي نتمكن من الانتهاء من الخلية الاولى للطمر، تنفيذاً لمقررات مجلس الإنماء والإعمار”، لافتاً الى أن الشركة مُجبرة على إنهاء أعمالها في الوقت المُحدّد “كي تُرفع النفايات من الشوارع والطرقات”.
من جهة أخرى، لا تزال شوارع البلدات التي عجزت بلدياتها عن “تصريف” نفاياتها، ويبلغ عددها نحو 38 بلدية، غارقة في نفاياتها القديمة والجديدة. جزء من هذه البلديات يحرق النفايات أو يكدسها في الأحياء وبين البيوت. ومن المتوقع أن تبقى هذه البلديات على هذه الحال طوال أسبوعين على الأقل، إذا لم تتوصل الى حل لتصريف نفاياتها القديمة.
تجدر الإشارة الى أن مجلس الإنماء والإعمار لم يُحدد موعداً لفتح العروض المالية لمناقصة الجمع والكنس بعد، وهي المناقصة الوحيدة التي لم تعلن نتائجها من بين أربع مناقصات أُعلن عنها. وكان المجلس قد افتتح العروض الفنية للمناقصة منذ شهرين، في 20 تموز الماضي.