عندما باشرت الفنانة الكبيرة نضال الأشقر في تحقيق حلمها في إنشاء «مسرح المدينة» عام 1996 لم يخطر في بالها ان هذا المسرح سيصمد ويصبح منبراً فنياً مفتوحاً في مدينة كانت بدأت تدخل حالاً من الاغتراب بعدما غزتها موجة الثقافة الاستهلاكية.

ولم تمض بضعة اعوام حتى شهد «مسرح المدينة» الذي اقيم في شارع كليمنصو العريق ازمة مالية اضطرت نضال الى اقفاله لتعيد افتتاحه في احد اعرق شوارع بيروت وهو شارع الحمراء، بعدما تخطت الأزمة المالية. وواصلت الأشقر مشروعها الثقافي وشرعت ابواب المسرح من جديد امام الفنانين اللبانيين والعرب والعالميين وأتاحت المفرصة امام الأجيال الشابة لتقدم اعمالها على خشبته، لا سيما بعد اغلاق معظم المسارح وفي مقدمها «مسرح بيروت» – عين المريسة. وفي مناسبة مرور عشرين عاماً على تأسيس هذا المسرح تم الإعلان عن مهرجان مسرحي سيشهده «مسرح المدينة» الشهر المقبل وأقامت الأشقر لقاء صحافيا شاءته فنياً ايضاً قدمت خلاله برنامج المهرجان.

وأعلنت الأشقر، برنامج الاحتفالات التي تقام «على رغم البراكين المشتعلة حول لبنان» بين 14 و26 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وتضم 25 عملاً فنياً، إضافة إلى معرض للصور الفوتوغرافية يؤرخ للحظات جميلة من تاريخ هذا المسرح.

وسيكون الافتتاح بعرض سياسي الأبعاد عنوانه «الملك يموت» للمخرج فؤاد نعيم، اقتبسه عن أحد أعمال المؤلف المسرحي الروماني الفرنسي الراحل اوجين يونيسكو، ويؤدي دور البطولة فيه كل من جورج خباز وبرناديت حديب وموريس معلوف وسواهم، عن ملك يحكم منذ قرون عدة بلداً ينهار يوماً بعد يوم وهو في آخر أيامه. وفي الليلة ذاتها تطل المغنية ريما خشيش في امسية طربية.

ويقدم المخرج عصام بوخالد مسرحية «مأساتي» العبثية عن اليأس وانعدام الطموح في بلد يعاني، وهي من بطولة محرك الدمى رشاد زعيتر. وفي البرنامج ايضاً عرض عنوانه «بيروت غيابياً» للمسرحي روجيه عساف، يستعيد ذكريات العصر الذهبي لبيروت.

ويقدم ناجي صوراتي مسرحية «جغرافيا» وجاك مارون مسرحية «اخت الرجال» بين عروض مسرحية لبنانية عدة. وتطرح مسرحية «الصوت بشري» من تأليف الكاتب والشاعر الفرنسي جان كوكتو، والتي اقتبستها المخرجة لينا ابيض، فكرة الغياب والفقدان والخسارة والتأرجح بين الماضي والحاضر من خلال تجربة امراة عاشقة.

ويتخلل المهرجان ايضاً عرض للدمى عنوانه «يا قمر ضوي على الناس» لكريم دكروب.

وتقدم مجموعة «كهربا» عرضاً بعنوان «اصل الحكاية»، يجمع بين النحت الحي والرسم والحركة والتحريك والتركيب الصوتي، في حين يتناول المخرج هشام جابر اغنيات الموسيقي المصري سيد درويش من زاوية مختلفة، في عمله «عين الشيطان»، والغناء للمصرية مريم صالح. وتعرض زينة دكاش «جوهر في مهب الريح» وهي مسرحية مصورة بالفيديو يؤديها سجناء لبنانيون.

ويطل غنائياً كل من عبد الكريم الشعار في حفل عنوانه «اسطوانات من غير خشخشة»، وسامي حواط في حفل «الرحالة»، اضافة الى سمية بعلبكي وجاهدة وهبي.

ويختتم المهرجان بعرضين، الأول مسرحي غنائي عنوانه «مش من زمان» لنضال الأشقر وخالد العبدالله، والثاني غنائي عنوانه «على العهد لمئة جديدة» تحية الى الموسيقار الراحل زكي ناصيف بمناسبة مرور مئة سنة على ولادته، تحييها «فرقة زكي ناصيف للموسيقى» التابعة للجامعة الأميركية في بيروت بإدارة المايسترو جورج حرو.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This