هل ثمة من سمع يوما سمكة “تغني”؟ قد يبدو هذا الأمر ضربا من ضروب الخيال، لكنه حقيقة أكدتها دراسة علمية صدرت نتائجها مؤخرا، صحيح أن غناءها لا يمكن سماعه دون معدات خاصة، ولكن ذلك لا ينفي ما تتمع به هذه السمكة من خاصية تشترك بها مع الدلافين والحيتان، وهذا ما يعتبر سبقا علميا حققته الدراسة الصادرة عن إحدى الجامعات الأميركية، خصوصا وأن الحيوانات البحرية اللبونة تمتلك هذه الخاصية، ولم يسجل من قبل أن انواعا من الاسماك تملك القدرة على التخاطب في ما بينها بالصوت.
ونقلت وسائل إعلام ملخص هذه الدراسة، مقدمة وصفا أنه “في واحدة من عجائب الطبيعة اكتشف علماء أن ذكور نوع من السمك يطلق عليه اسم “بلينفين ميدشيبمان” Plainfin Midshipman ويعيش في المياه الساحلية من آلاسكا حتى باخا كاليفورنيا Baja California تغازل الإناث خلال موسم التكاثر بترديد “أغنية حب” خلال فترة الليل.
وكان الخبراء والباحثون يتساءلون عن سبب ارتباط غناء هذا النوع من السمك خلال الليل فقط. إلا أن الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية “كارنت بيولوجي” Current Biology العلمية المتخصصة يوم الخميس الماضي 22 أيلول (سبتمبر) قدمت الجواب بالاستناد إلى معطيات علمية دقيقة، تطلبت مواكبة ودراسة معمقة لسلوك سمك الـ “بلينفين ميدشيبمان” Plainfin Midshipman.
همهمات
وأظهرت تجارب مخبرية، أن صوت هذا النوع من السمك – وهو عبارة عن همهمات منخفضة التردد – تتحكم به ساعة داخلية يحفزها الضوء و”هرمون الميلاتونين” hormone melatonin المعروف بتحكمه في دوائر النوم والاستيقاظ.
وقال البروفسور أندرو باس Andrew Bass أستاذ علم الأعصاب والسلوك neurobiology and behavior في “جامعة كورنيل” Cornell University الأميركية “إنها من بين الأبطال أصحاب الأصوات في البيئة البحرية، إلى جانب الحيتان والدلافين”.
وأضاف البروفسور باس قائلا: “إنتاج وسماع الإشارات الصوتية يلعب دورا محوريا وأساسيا في تفاعلها الاجتماعي، وفي سلوكها الخاص، ولا سيما خلال فترة التكاثر”، ويعرف عن سمكة “بلينفين ميدشيبمان” أن طولها يصل إلى 38 سنتيمترا، ويميل لونها في الغالب إلى اللون البني.
وطوال الليل، تنتج الذكور همهمات عن طريق هز كيس ممتلئ بالغاز في بطنها لجذب الإناث إلى أعشاشها، ويمكن للهمهمة الواحدة أن تستمر ساعتين تقريبا، وعادة ما يشترك الذكور القريبون من بعضهم في الغناء معا مثل مجموعة كورس.
