في مبادرة للحفاظ على شاطىء المدينة نظيفا، أطلقت بلدية صور اليوم بالتعاون مع “المركز اللبناني للغوص”، و”محمية صور الشاطئية” و”كشافة الرسالة الاسلامية”، يوماً بيئيا شمل كمرحلة أولى منطقة الجمل الذي يعتبر واحدا من أهم الوجهات السياحية في المدينة، فضلا عن أنه يشكل امتدادا لمحمية صور، بمشاركة ناشطين من مؤسسات المجتمع الأهلي ومسؤولي الجهات المنظمة.
وتميز هذا اليوم الطويل بأنه على تنظيف قعر البحر من مخلفات السباحين، من خلال غواصين محترفين وهواة.
دبوق: بيئتنا ملك لنا ولكل الناس
Greenarea.me التقى رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق الذي تحدث عن حملة تنظيف قاع البحر، قائلا: “بالرغم من كونه نشاط بيئي متواضع بحجمه، وبالرغم من ان ظروف الطقس الماطر اليوم لا تساعد في العمل كما يجب، ولكنه يوم كبير بما حمل من معاني، خصوصا لجهة الهدف الذي يحمله، فنحن نقول بأن الاثر البشري هو المدمر لهذا الشاطئ البيئي الساحر على مر السنوات، وتراكم المخلفات بسبب بعض رواد الشاطئ، وكذلك الامر بالنسبة لبعض اصحاب الزوارق والمراكب البحرية الذين لا يتورعون عن رمي نفاياتهم في البحر، من تنك وزجاج وبلاستيك واكياس نايلون بدل ارجاعها لرميها في مستوعبات النفايات، عوضا عن تحويل البحر الى مكب نفايات”.
وأضاف: “يكفينا ما لدينا من مشاكل في قضية النفايات، ولا يحتمل الامر تلويث البحر بالفضلات والمخلفات، خصوصا وان المنطقة موطن تغذية للسلاحف التي تعيش هنا طوال العام، ويؤذيها هذا التلوث كما ان المنطقة هي ضمن المدى الحيوي لمحمية شاطئ صور الطبيعية، لذلك ندعو الجميع للمحافظة على بيئتنا التي هي ملك لنا ولكل الناس”.
وختم دبوق قائلا: :اننا نشعر بالانتماء لهذا الشاطىء كأبناء صور، وعلى الجميع احترامه والمحافظة عليه”.
الجندي: غوص بيئي
وأشار مدير المركز اللبناني للغوص يوسف الجندي إلى أن “اختيار المركز ليكون في صور يعود لسببين رئيسيين، فبعد الدراسة التي أعدها مركز علوم البحار وتبين أن شاطىء صور الجنوبي حتى الناقورة هو من أهم وأنظف الأماكن في البحر اللبناني، هكذا تم تصنيفها، ولذلك من يفكر في الغوص لا بد وأن يختار المنطقة الأكثر نظافة في لبنان، هذا السبب الأول، أما الثاني، فهو متمثل في أن مدينة صور هي أعظم مدينة في المتوسط، عمرها خمسة آلاف سنة، وسط طرقات ما تزال قائمة توصل إلى مرفأ فينيقي ما تزال حجارته الى اليوم تقاوم العوامل الطبيعية والأمواج”.
وإذ عرض الجندي لمشكلة النفايات على الشاطىء أشار إلى أن “المركز اللبناني للغوص لا يقتصر نشاطه على التدريب على الغوص فحسب، وإنما هو غوص بيئي، لأن التلميذ الذي ندربه تحت المياه، نعلمه كيف يحافظ على الثروة الموجودة من بقايا فخاريات”، وقال: “اننا نحاول الحفاظ على هذا الكنز التاريخي الموجود في قعر البحر، وبعد الغطس والتعرف على المعالم الموجودة، هناك مرحلة ثانية، إذ نعود ونغطس لربع ساعة ونزود كل غطاس بكيس لجمع النفايات، كما أن المدربين في المركز يقومون بدروهم بعد مغادرة الجميع بجمع النفايات”.
أهم موئل للسلاحف
وعن مصادر هذه النفايات، قال الجندي: “هناك مصدران، الأول ناجم عن السباحين الذي يكون بحوزتهم زجاجات وعبوات مرطبات وغيرها وأكياس مأكولات، والثاني عائد إلى ان بعض اصحاب القوارب واليخوت لا يتزودون بأكياس لوضع النفايات فيرمونها في البحر، ولا نعمم، لكن اذا نظفنا اليوم ففي اليوم التالي نجد نفايات جديدة، وهذا ما دفعنا للطلب من البلدية لنقوم بمبادرة ما، ووجدنا أن البلدية لديها نفس التوجه، من أجل إيصال رسالة إلى أن هذا الشاطىء يجب أن يبقى نظيفا”.
وأشار الجندي إلى أن “هدفنا التوعية ليعرف المواطنون أن هذا الشاطىء يعتبر واحدا من أهم موائل السلاحف البحرية، فضلا عن أن منطقة الجمل في صور تمتاز بتنوع بيولوجي مهم جدا”، ووجه دعوة عبر greenarea.info إلى محبي الطبيعة والبحر لاستكشاف هذا الشاطىء الغني بتاريخه وتنوعه الحيوي”.
دقيق: رسالة سلام بين الانسان ومحيطه
ومن جهتها، قالت المساعدة الإدارية للجنة محمية شاطئ صور الطبيعية والمنسقة المحلية لمشروع تأسيس وتشغيل مركز إنقاذ السلاحف البحرية في المحمية نابغة دقيق لـ greenarea.info: “ان نشاط اليوم بالتعاون بين البلدية والمركز اللبناني للغوص هو عبارة عن تكامل بين الانسان وبيئته، فنحن هنا في محاولة تنظيف قعر البحر بهدف الحفاظ على الكائنات البحرية التي تعيش فيه، وبهدف إرساء رسالة سلام بين الانسان ومحيطه”.
واضافت دقيق: “ان مشروع الغطس قد موّل من قبل منظمة فرنسية وشبكة مدراء المتوسط للمحميات البحرية وجمعية فرنسية ثانية هي (اريسمارت) وتنفيذ بلدية صور ومحمية شاطئ صور، وقد جهزنا منطقة السباحة ليتسنى للغطاسين القيام بنشاطهم بشكل آمن بعيدا من المراكب”.