نستيقظ في كل شهر على مؤتمر أو معرض لإعادة الاعمار، أو ندوة في قاعة ما، أو محاضرة في محافظة أخرى، ولم نلاحظ يوماً أي تنويه من قبل السادة المحاضرين على ما يسمى أهمية المحافظة على البيئة، وتبني هذا المشروع أو ذاك من المشاريع الخضراء التي تساعد في المستقبل على تثبيت الاستثمار الجديد بما يتناسب مع التنمية المستدامة.

لقد كانت التنمية هدف كل صناع السياسات في حقبة ليست بالبعيدة، وحسَّنت بالفعل أحوال المواطن ضمن الزمن والكم والكيف والربح اللازم، وركض العالم ركضا نحو الإنتاجية أي التنمية المتسارعة، لكن الذي حدث هو استغلال مكثف للموارد الطبيعية، استغلال غير رشيد للطاقة وزيادة الرقعة الحضرية على حساب الرقعة الخضراء، ومن ثم استفاق العلم على تدهور خصائص النظام البيئي والعبث بتوازنات الكوكب وكانت  المشكلة.

يواجه كل القياديين مشكلة تربيع الدائرة، إذ أنهم مطالبون بتحقيق الأمن الاقتصادي والأمن الاجتماعي والأمن البيئي عبر تنمية مستدامة، تستوعب كل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في إطار الأدبيات الاقتصادية القياسية، وتاليا، عليهم الارتقاء من مرتبة حسن النوايا إلى منزلة القرار والتنفيذ .

إن مؤشرات التنمية المستدامة هي وسيلة لإظهار وتوضيح معلومات مدمجة عن طريق اختزال كمية من البيانات إلى شكل مبسط، يتم تحويله إلى معلومات من أجل أن تؤمن القوانين الناظمة لطبيعة سير العمليات، والتي بموجبها يتم الوصول إلى قوانين وتشريعات واتخاذ القرار. والمؤشرات هي إحصاء كمي لعملية مركبة، ويمكن تجميع المؤشرات بقيم لها وزنها بهدف إنتاج معايير مركبة تعرف بالدلائل، ثم يأتي التحليل والتغيير، والتنمية المستدامة هي الديمومة في التنمية، وهي عملية إيجاد السبل الأجدى التي تتوافق فيها توجهات استثمار واستهلاك الموارد الطبيعية ورفع كفاءة التصميم والإنتاج، وخفض أكثر الانبعاثات والمخلفات سوءا، إنتاجا أو استخداما إلى حد تهضم فيه البيئة تلك المستهلكات، ويفيض ما يحقق صمام أمان الحاضر والمستقبل بما يفي بالحاجات، دون الإخلال بحق الأجيال القادمة باحتياجاتها  .

هل تستطيع المؤتمرات فقط النجاح في إعادة بناء وطن شامخ الرأس نعمل له لنفي بحاجات الحاضر، دون الحد من قدرة أجيال المستقبل بالوفاء بحاجات النمو؟

التزاما بمبدأ تلبية الحاجات الأساسية وتحسين مستوى المعيشة والحد من الفقر، يجب علينا التمسك بمبدأ الحفاظ على النظم البيئية، وقدرة الموارد المتاحة على التجدد سعيا نحو إنتاج أكثر تحفيزا، وبتكنولوجيا أنظف وتقنيات أذكى بلوغا لمفهوم الديمومة لأن النعم بدوامها.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This