“معالجة التربة الملوثة والمياه الجوفية في عُمان”، عنوان ورشة عمل نظمها أمس قسم الهندسة المدنية والمعمارية بكلية الهندسة في “جامعة السلطان قابوس” Sultan Qaboos university، وتستمر ثلاثة أيام متتالية، وستركز الورشة بشكل أساس على تقييم ومعالجة التربة الملوثة، بمشاركة أكثر من ستين خبيرا محليا ودوليا، فضلا عن عدد من الباحثين وصانعي السياسات والمنظمين والمشغلين في مجال قطاع النفط والغاز، وتهدف ورشة العمل أيضا إلى استكشاف إمكانات التقييم القائم على المخاطر، فضلا عن سبل معالجة التربة الملوثة والمياه الجوفية في عُمان.
انطلقت ورشة العمل برعاية وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية نجيب بن علي الرواس، وتحدث فيها الدكتور محاد باعوين أستاذ مشارك بقسم الهندسة المعمارية والمدنية، فأشار إلى أن التقييم القائم على المخاطر والتقنيات المستدامة لمعالجة التربة الملوثة والمياه الجوفية مهمة لسلطنة عُمان، لافتا إلى أن “صناعة النفط لعبت دورا هاما في التنمية الصناعية والاقتصادية للبلد”، ورأى أن “في الوقت عينه، ينبغي اتخاذ التدابير المناسبة للحد من أثر عمليات النفط والغاز على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة”.
المحافظة على البيئة والصحة
ومن التحديات البيئية التي تواجه صناعة النفط والمواد الكيميائية في سلطنة عُمان، هو تحديد وتقييم المخاطر المحتملة على صحة الإنسان والبيئة من المواقع الملوثة نتيجة للممارسات غير الملائمة في إدارة النفايات، ورأى باعوين أنه “يتوجب اتخاذ المنهج القائم على المخاطر من أجل وضع استراتيجية واضحة للحد بصورة فعّالة من المخاطر المحتملة على صحة الإنسان والبيئة الناتجة من المواقع الملوثة”.
وأشار إلى أنه “تم تطبيق النهج القائم على المخاطر بنجاح في العديد من الدول الأوروبية وأميركا الشمالية وشرق آسيا، وثبت أنه على كفاءة عالية واقتصادية في المحافظة على البيئة وصحة الناس”.
وتجدر الإشار في هذا المجال، إلى أنه على مستوى سلطنة عُمان تناولت جامعة السلطان قابوس بعض المشاريع التي تستفيد من هذه التكنولوجيا جنبا إلى جنب مع شركات النفط الكبرى مثل “شل” و”شركة تنمية نفط عمان” Amman Petroleum Development Company.
جلسة الافتتاح
وفي الجلسة الافتتاحية تحدث الدكتور آلان توماس، زميل وشريك تقني في إدارة الموارد البيئية (ERM) في المملكة المتحدة حول “إدارة المخاطر ومعالجة الاتجاهات من المنظور العالمي”.
ومن ثم قدم تريفور هوارد من “وكالة البيئة البريطانية” British Environment Agency عرضا مسجلا حول “الاتجاهات والأساليب في معالجة الأراضي الملوثة من منظور المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي”.
وكذلك تحدث الدكتور جونثن سميث، رئيس فريق التربة والمياه الجوفية في أوروبا وأفريقيا – شركة شل- حول المعالجة المستدامة وتجديد الاراضي الملوثة.
وتتضمن حلقة العمل محاضرات حول المعلومات التقنية لتقييم المخاطر وإدارة التربة الملوثة والمياه الجوفية، والأطر التنظيمية في جميع أنحاء العالم، وبعض دراسات الحالة الواقعية، وتقنيات المعالجة المستدامة القائمة على المخاطر.
وتمت مناقشة وضع إطار لتطبيق تقنيات المعالجة المستدامة لقطاع صناعة النفط والغاز في سلطنة عمان.