من تابع وقائع مؤتمر “اليوم الوطني لحماية حوض الليطاني” في قصر الأونيسكو يوم أمس، كاد يظنّ أن كارثة النهر مستجدة، أي أنها نشأت وتطورت خلال أشهر الصيف الأخيرة، إلا أن التجربة علمتنا أن ثمة دولة ما استشرفت يوما كارثة، ولا تقصدت منع حدوثها، دولة لا خططت ولا قاربت هموم الناس، دولة مستلبة، حكامها ناهبو ثرواتها، ومتحاصصون حتى على دماء وأرواح الناس.

أزمة الليطاني بعنوانها “التلوث حتى الموت”، موت النهر وموت البحيرة (القرعون)، ليست إلا صورة عن مسؤولين أكثر تلوثا، أكثر انغماسا بـ “لوثة” المال والسرقة والسمسرة والمحاصصات، هم لا يختلفون عن فساد مياه النهر، آسنة مواقفهم ومراميهم، وآسنة عقولهم كطحالب مستنقعات سامة، أكثر من ثلاثين عاما انصرمت وأزمة الليطاني قائمة، ومياهه سائبة، ولم يتنبهوا لها إلا بعد أن أثار موقعنا greenarea.info التلوث الناجم عن دعمهم لمستثمري المرامل وتغطيتهم، لسبب بسيط، وهو أن تلويث المرامل حول مياه النهر موحلة، أي ظاهرة للعيان، فيما التلوث “الصامت” بسائر الملوثات البكتيرية والكيميايئية فهو تلوث لا يشاهد بالعين المجردة، وإنما نراه موتا يطاول المئات بأمراض السرطان، بحسب إحصاءات موثقة.

المشكلة ليست كما تناولها خطباء المؤتمر، من أنها نتاج مجاري الصرف الصحي وما تخلفه المصانع والمنشآت، وإنما هي ماثلة جراء مزاريب الهدر والسرقة، والدراسات الوهمية والمشاريع المعطلة منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولا نجد أي بارقة أمل حيال هذه الكارثة إلا من خلال جنود مجهولين، من بعض رؤساء البلديات المتضررة وناشطين بيئيين، وهم من ساهم في رفع هذه القضية إلى مستوى كارثة طارئة، بالرغم من أن ثمة من حاول سرقة نضالهم من على منصة المؤتمر!

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This