تسبب غرق سفينة تجارية قُبالة شواطىء “جزيرة مصيرة”Masirah Island  في سلطنة عُمان، قبل أكثر من شهرين بانتشار الملوثات ومنها بشكل خاص، المواد البلاستيكية والنفايات، ما كاد أن يطاول شواطىء الجزيرة بأضرار كبيرة على الحياة البحرية والنظ الإيكولوجية، خصوصا وأن هذا الحادث تزامن مع موسم تعشيش السلاحف البحرية وفقس البيوض وخروج الأفراخ، ما عرض هذا الموئل الطبيعي في هذه الجزيرة العُمانية الأكثر شهرة في العالم للعديد من الأخطار.

وسادت مخاوف من أن يؤثر الحادث بشكلٍ سلبيٍ على أعداد “سلاحف الريماني” المهددة بالانقراض، ولذلك، نظمت “جمعية البيئة العُمانية” Environment Society of Oman (ESO)، بالتعاون مع “وزارة البيئة والشؤون المناخية” Ministry of Environment and Climate Affairs، وعددٍ من شركات ومؤسسات القطاعين العام والخاص، حملة نظافة طارئة لــ “جزيرة مصيرة”، وتمكنت من درء الأخطار التي كان يمكن أن تكون نتائجها كارثية على هذا النوع من السلاحف والثروة السمكية وسائر الأحياء المائية.

الجهات والمؤسسات المشاركة

 

وطاولت الحملة مساحة تخطت الخمسين كيلومتراً من الساحل الشمالي الشرقي للجزيرة، حيث استمرت حملة التنظيف على مدار شهرين متواصلين، تم خلالها إزالة خمسة أطنان من حطام ومخلفات السفينة الغارقة، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في إنقاذ عدد كبير من أفراخ السلاحف الصغيرة.

وقامت “جمعية البيئة العُمانية” بالحملة، بالتعاون مع وزارة البيئة والشؤون المناخية، وسلاح الجو السلطاني العُماني، والمجلس البلدي بجزيرة مصيرة، وشركة تنمية نفط عُمان، وكاريليون علوي، وشركة شل العُمانية للتسويق (ش.م.م.ع)، والمجموعة العُمانية الدولية، والشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال، وشركة المحيطات الخمسة للخدمات البيئية، والشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة “بيئة، وسوما، والشركة العُمانية للتنمية السياحية “عُمران”، ومنتجع جزيرة مصيرة، وتراكس، إضافة إلى متطوعين من عدة جهات مختلفة، وبحسب الجمعية، فقد بُذلت جهودٌ حثيثة لضمان نظافة الشاطئ خلال موسم التعشيش وتفريخ السلاحف.

وقال أحد المسؤولين في “كاريليون علوي” Carillion Alawi (شركة مقاولات عُمانية): “تحتضن جزيرة مصيرة العديد من أشكال الحياة البرية، ومن بينها ثاني أكبر تجمع من سلاحف الريماني على مستوى العالم”.

وأضاف: “إننا نفخر في كاريليون علوي بمشاركتنا في هذا الوقت الحرج، ومُساعدة جمعية البيئة العُمانية في الحفاظ على الحياة البرية والتنوع الحيوي الجزيرة”.

عدم الإضرار بالتنوع الحيوي

 

وقبيل انطلاق فعاليات الحملة، قامت الجمعية مع الشركات الأخرى المشاركة بتشكيل فريق تقييم من أجل أعمال المسح، ووضع خطة لتنفيذ الإجراءات الحرجة. كما تولى أحد خبراء البيئة مهام الإشراف على المتطوعين أثناء الحملة لضمان عدم تأثر مواقع التعشيش الحساسة، وتعاقدت الجمعية مع فريق متخصص ومدرب من قبلها للمساعدة في أعمال التنظيف وإزالة الحطام، بحسب “الوطن” العمانية.

من جانبه قال سليمان المنذري، مدير الشؤون الخارجية والاتصالات بشركة تنمية نفط عُمان: “تعتبر فعاليات جمعية البيئة العمانية مصدراً هاماً لنا بما في ذلك جهودها الدؤوبة للحد من تلوث ساحل جزيرة مصيرة، والحفاظ على مواقع تعشيش سلاحف الريماني فيها، وخصوصا بعد واقعة غرق السفينة قبالة شواطئها، وإننا نفتخر بشراكتنا المثمرة مع الجمعية ووزارة البيئة والشؤون المناخية وسلاح الجو السلطاني العماني والبلدية من أجل المساهمة بدورٍ فاعلٍ في حملة التنظيف الطارئة هذه، والحفاظ على مظاهر الحياة بالجزيرة”.

وقال خالد بن عبدالله المسن، الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال: “عندما سمعنا عن هذه الواقعة، استجبنا في الحال إلى نداء جمعية البيئة العمانية، لضمان عدم الإضرار بالتنوع الحيوي على الجزيرة التي تشكل موطناً لسلاحف الريماني المهددة بالانقراض، ومما لا شك فيه أن حماية وصون البيئة تُعد جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية عملنا ونضعها دائماً في مقدمة أولوياتنا”.

جمعية البيئة العُمانية

تجدر الإشار في هذا المجال، أن “جمعية البيئة العُمانية” قد تم تأسيسها عام 2004 بهدف نشر الوعي حول أهمية المحافظة على البيئة وتنوعها الحيوي، والحفاظ على مظاهر الحياة البحرية فيها.

وبالإضافة إلى حملات النظافة التي تنظمها الجمعية للشواطئ، قامت الجمعية بإطلاق عدد من المبادرات التي تهدف إلى حماية سلاحف الريماني المهددة بالانقراض، بما في ذلك مشروع حماية السلاحف البحرية تحت رعاية شركة نفط عمان وميناء الدقم والذي استمر على مدار عشرة أعوام.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This