حذّر “المجلس العربى للمياه” Arab Water Council من خطورة انعدام الأمن المائي والغذائي في المنطقة العربية، عازيا السبب إلى “عدم الاهتمام بالتنبؤ بالتغيرات المناخية ورصد مؤشرات التغيرات الاجتماعية والفقر”، مؤكدا تأثير هذا الأمر على “احتدام الصراعات بسبب الزيادة في أسعار الغذاء الناجم عن الجفاف”، وأبدى أيضا مخاوف من تأثير موجات الجفاف وشح مياه الأمطار على معدلات النمو الاقتصادي، ما قد يولد موجات من الهجرة والعنف”.
هذا باختصار أبرز ما خلصت إليه الاستراتيجية التي أعدها المجلس، وأعلن عنها في ورشة عمل إقليمية نظمها خلال الأسبوع الماضي، بالتعاون مع “برنامج الغذاء العالمي” World Food Program، للنظر في تزايد معدلات الهجرة، وطرح الاستراتيجية العربية لقضية الهشاشة الاجتماعية على المستوى الإقليمي، فضلا عن ضرورة تبني هذه القضية باعتبارها مسألة ذات أولوية في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
تقييم مؤشرات الهشاشة الاجتماعية
وبحسب الاستراتيجية أيضا، فإن عدد اللاجئين على مستوى العالم وصل إلى حد غير مسبوق على الإطلاق، بحيث بلغ حتى الآن نحو 19.6 مليون شخص، ويعتمد العديد من اللاجئين إلى حد كبير على المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي WFD، ولكن النقص في التمويل يتسبب في انقطاع الحصص الغذائية، وتكون الأطعمة المدعمة والغنية بالمغذيات غير متوفرة في معظم الأحيان بسبب ارتفاع تكاليفها.
وأكدت الاستراتيجية في سياق متصل، أن تغير المناخ قد يقلل من إنتاجية بعض المحاصيل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما يقارب الـ 20 بالمئة مع حلول منتصف القرن الجاري.
وخلصت توصيات ورشة العمل إلى ضرورة وضع الحكومات إطارا مؤسساتياً لرصد وتقييم مؤشرات الهشاشة الاجتماعية المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة، وتوعية الشعوب والمجتمعات على سبل التكيف مع نتائج التغيرات المناخية، فضلا عن المخاطر الاقتصادية والبيئية والوطنية الناجمة عن الكوراث، خصوصا في مناطق الصراعات والنزاعات.
عواقب وخيمة
من جهتها، أشارت ندى العجيزي Nada El-Agizy رئيسة قسم التنمية المستدامة بجامعة الدول العربية في تقييمها الأولي على الاستراتيجية، إلى ضرورة تعزيز قدرات البلدان العربية لمعالجة الهشاشة الاجتماعية على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية، بالإضافة إلى معالجة مسببات الفقر والتغيرات المناخية، من خلال الحوار والمعرفة والسياسة والتكنولوجيا والابتكارات فى المجالات المترابطة وذات الصلة، وكيفية الاستفادة من آليات التمويل المتاحة، وطالبت العجيزي بمتابعة تنفيذ السياسات الناجعة للاستخدام الأمثل للمياه، ووضع السيناريوهات التي تحد من مخاطر التأثيرات المناخية على هذا القطاع الحيوي، وكذلك تقييم الأداء ورصد التقدم المحرز والتحديات التي تواجهه.
أما الدكتور غيث فريز Ghaith Farizالخبير في منظمة الـ “يونسكو” Unesco، فاعتبر أن “ثمة عواقب وخيمة تواجهها عملية التنمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، وعزا السبب إلى التراجع في إنتاجية المحاصيل، وشح موارد المياه، وارتفاع منسوب مياه البحر، وهو ما يعرض أرزاق ملايين البشر للخطر.