لم تفوِّت الكتيبة الهندية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان الـ “يونيفيل” UNIFIL، ذكرى ميلاد المهاتما غاندي، رائد سياسة اللاعنف في العالم المعاصر، وآثرت إحياء هذه المناسبة في نطاق تواجدها في الجنوب مع المواطنين اللبنانيين، خصوصا وأن “المهاتما” يمثل قيما عالمية تخطت حدود الهند، وتختزل ثقافة ترقى إلى آلاف السنين، وتحفظ موروثا إنسانيا ما يزال إلى الآن يحض على قيم الخير والجمال.
فقد احتفلت الكتيبة الهندية “كتيبة الغروناديز 14 للمشاة – كتيبة الرماة الرابعة عشرة”، واهالي المنطقة وبحماس كبير بذكرى ميلاد المهاتما غاندي، والمعروف باسم غاندي جايانتي في “حديقة غاندي” في إبل السقي، يوم الأحد في الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) 2016.
حضر الحفل نائب القائد العام في “اليونيفل” العميد سانديب سنغ باجاج، قائد القطاع الشرقي في “اليونيفل” العميد ألفريدو بيريز دي أغوادو، قائد اللواء التاسع في الجيش اللبناني العميد جوزيف عون، قائد الكتيبة الهندية ديرندرا سينغ، قائمقام حاصبيا السيد وليد الغفير، رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة وفاعليات رسمية ومدنية.
معا من أجل السلام
بدأ البرنامج مع سباق لمسافة 5 كلم، وكانت نقطة الانطلاق من إبل السقي حيث رفع علم الانطلاق للعدائين قائد الكتيبة الهندية العقيد ديرندرا سينغ، ضمت قائمة المشاركين عدائين من مختلف المناطق اللبنانية، ومن منطقة عمل اليونيفل، جميعهم ركضوا تحت شعار “معا من أجل السلام” .
وأعقب ذلك وضع أكاليل الزهور على تمثال المهاتما غاندي، وألقيت كلمات بالمناسبة من قبل الشخصيات المشاركة والتي تحدثت عن حياة وحكمة المهاتما غاندي.
وتناول المتحدثون “حياة نبي السلام”، ولفتوا انتباه الناس الى مبدأ غاندي هو مبدأ قوي، ألا وهو مبدأ اللاعنف وأهميته في عالمنا اليوم، وشددوا على أن طريقة المهاتما غاندي الفريدة من نوعها والتي اعتمدت على الاحتجاجات السلمية ومبدأ اللاعنف، أصبحت نموذجا من أجل النضال احتذى به الملايين في بلدان آسيا وأفريقيا وأميركا ضد سياسة الاستعمار والقمع والتمييز العنصري، وذكروا أيضا أن أفضل تطبيق لهذه القيم التي لا تقدر بثمن، والتي بشر بها ومارسها المهاتما غاندي هو من خلال انجاز أهدافنا بصدق وإخلاص ومحبة ورحمة للبشرية.
وردد الحاضرون الكلمات والمثل العليا التي نادى بها المهاتما غاندي، وتطرقوا الى أهميتها في عصرنا هذا حيث العلم يتجه نحو العنف والتعصب، ثم شكر الحاضرون الكتيبة الهندية على كل المساعدات التي تقدمها الى السكان المحليين في المنطقة، وعلى إقامة علاقة جيدة مبنية على اسس متينة من الصداقة والثقة المتبادلة.
في الختام، شكر العقيد ديرندرا سينغ جميع الحاضرين، وأكد على التزام الكتيبة الهندية و”اليونيفل” تجاه شعب لبنان.