تسير دولة الإمارات العربية المتحدة بخطى حثيثة على طريق التحول إلى الطاقة المستدامة، وهي تخطت في هذا المجال دولا خليجية وعربية، وقدمت نماذج رائدة جعلتها في طليعة الدول الساعية للانتقال نحو الطاقة المتجددة، خصوصا وانها وفرت البنية الأساسية لتأمين هذا الانتقال، عبر العديد من المؤسسات الرسمية والخاصة التي تأسست وأطلقت في السنوات القليلة الماضية، ليكون منوطا بها التحول بسلاسة من الطاقة الأحفورية إلى الطاقة الخضراء، إضافة إلى تبني نُـهُج الاستدامة في سائر القطاعات والمرافق.

ويشكل نموذج الإمارات خطوة مهمة قابلة للتعميم في مختلف الأقطار العربية، وفي هذا المجال شهدت إمارة دبي الأربعاء 5 تشرين الأول (أكتوبر) إطلاق أكبر مشروع لتركيب الألواح الشمسية الكهروضوئية على أسطح المباني في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط، عبر تركيب 88 ألف لوح شمسي على أسطح المباني التابعة لـ “موانئ دبي العالمية” DP World في المنطقة الحرة لـ “جبل علي” وفي “ميناء راشد”، بحضور رئيس المجلس الأعلى للطاقة الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم.

وأعلن كل من العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لـ “هيئة كهرباء ومياه دبي” سعيد محمد الطاير، ورئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية سلطان أحمد بن سليم، اطلاق المشروع خلال مؤتمر صحفي عُقد  في منصة الترشيد، إحدى فعاليات الدورة الـ 18 من معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس 2016).

 

مبادرة شمس دبي

 

وقال الطاير “يسعدنا اليوم الإعلان عن إطلاق أكبر مشاريع مبادرة (شمس دبي) من قبل المتعاملين بالتعاون مع موانئ دبي العالمية، بما يعزز جهودنا نحو تحقيق مبادرة دبي الذكية بهدف جعل دبي المدينة الأذكى في العالم، ومواصلة بناء اقتصاد أكثر اخضراراً لتحقيق رؤية الإمارات 2021 الهادفة إلى توفير بيئة مستدامة، من حيث جودة الهواء والمحافظة على الموارد الطبيعية وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وتطبيق التنمية الخضراء في دب،ي وكذلك خطة دبي 2021 لتكون دبي مدينة ذكية ومتكاملة ومستدامة في مواردها وذات عناصر بيئية نظيفة وصحية ومستدامة”.

وأعرب الطاير عن شكره وتقديره لجميع المسؤولين في مجموعة “موانئ دبي العالمية” لمبادرتهم المتميزة بتركيب أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية، ضمن مبادرة “شمس دبي” لإنتاج الطاقة الكهربائية محلياً، مشيداً بجهود “موانئ دبي العالمية” التي تدعم دائماً مساعي الهيئة لتمكين وتقديم تجربة المدينة الفعالة السلسة والآمنة والمؤثرة للمواطنين والمقيمين والزائرين، بما يعزز جهود الحفاظ على البيئة وتقليل البصمة الكربونية عبر الاستفادة من الطاقة الشمسية.

وشدد الطاير على مواصلة التعاون والتنسيق مع كافة الجهات الحكومية والخاصة في إمارة دبي، لتحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي تهدف إلى تحويل الإمارة إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر وزيادة نسبة الطاقة النظيفة في دبي، لتصل إلى 75بالمئه بحلول 2050، ودعم المبادرة الوطنية طويلة المدى لبناء اقتصاد أخضر في دولة الإمارات.

ومن جانبه قال رئيس مجلس إدارة موانئ دبي العالمية، سلطان أحمد بن سليم “يعكس برنامج موانئ دبي العالمية للطاقة الشمسية التزامنا بتطبيق الحلول الذكية التي تمكننا من المساهمة في دعم نمو الإمارات ودبي الاقتصادي، واستدامة مواردنا والاستخدام الامثل لها بشكل يحافظ على البيئة تماشيا مع استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030، واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 وانسجاما مع رؤية قيادتا الرشيدة ببناء اقتصاد أخضر مستدام”.

 

مراحل المشروع

 

واضاف: “في إطار استعدادنا لمعرض إكسبو 2020 دبي الذي تشكل الاستدامة إحدى أهم ركائزه، نسابق الزمن للعب دورنا الحيوي في إنجاحه، ويأتي تطبيق هذا المشروع اسهاماً منا في تسليط الضوء على هذا المفهوم المبتكر، وعلى التوجه الاستراتيجي لدبي لتكون الأقل في البصمة الكربونية على مستوى العالم”.

وتضم المرحلة الأولى التي بدأ العمل بها مؤخرا تركيب الألواح الشمسية الكروضوئية على أسطح 22 مبنى، تضم مباني المكاتب والمستودعات ومواقف السيارات في المنطقة الحرة لجبل علي “جافزا” وميناء راشد لإنتاج 22 ميغاوات في الذروة.

ومع انتهاء المرحلة الأولى في عام 2017، سيساهم المشروع بتوفير ما يكفي من الطاقة النظيفة لنحو 3 آلاف منزل سنوياً، إضافة إلى تخفيض انبعاث 22 ألف طن من الكربون سنوياً، أي ما يعادل إبعاد 4500 سيارة عن الطرقات. كما ستزود الألواح الشمسية مباني “جافزا” المتصلة بالنظام بأكثر من 40 بالمئة من الطاقة التي تحتاجها. وسيكون لهذا المشروع فوائد بيئية كبيرة وهو جزء من التزام “موانئ دبي العالمية” بالريادة في مجال الاستدامة وتعزيز نمو الاقتصاد الأخضر واستدامته.

أما المرحلة الثانية من المشروع فسوف تغطي المزيد من المباني في “جافزا” وتنتج بين 30 و40 ميغاوات، في حين أن المرحلة الثالثة تحمل آفاقا واسعة لموانئ دبي العالمية لتطبيق هذا المشروع، عبر محفظة أعمالها العالمية والتي تضم 77 محطة بحرية وبرية في أكثر من 40 بلداً.

وتسمح مبادرة “شمس دبي” لأصحاب المباني بتركيب ألواح كهروضوئية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وتقوم الهيئة بربطها مع شبكة الكهرباء في دبي حيث يتم استخدام الطاقة التي يتم إنتاجها داخلياً، مع تحويل الفائض إلى شبكة الهيئة وإجراء مقاصة بين وحدات الطاقة الكهربائية المنتجة والمستهلكة.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This