طارق ابو حمدان – السفير
يفخر العديد من هواة الصيد في المنطقة الحدودية بتعليقهم لطيور اللقلق عند جانبي سياراتهم، فرحين باستعراضهم لهذه الجريمة البيئية في شوارع قراهم. يوجّهون بنادقهم باتجاه رفوف البجع العابرة عندما تستريح من طيرانها الطويل فوق غابات الصنوبر او في الحقول الجرداء، لإرضاء غرورهم. لا يأبه هؤلاء بمخاطر قتل هذه الطيور التي لا يستفاد من لحمها او جلدها وريشها، بل تذهب طعاماً للحيوانات البرية او الزواحف.
عادة قتل الطيور المهاجرة باتت سمة فئة كبيرة لأبناء المنطقة الحدودية الذين يتربّصون لرفوفها مع ساعات الصباح الأولى أو عند المساء. عشرات طيور البجع أو طيور ايلول، تسقط مضرّجة بدمائها على جانبي الطرقات.
غالبيّة بلديات القرى الحدودية أصدرت تعاميم تمنع بموجبها صيد الطيور العابرة، تحت طائلة المسؤولية. كذلك اتحاد بلديات جبل الشيخ في راشيا، استنكر صيد الطيور المهاجرة، وطالب الجهات المعنية التدخل ومعاقبة الفاعلين، واتخاذ إجراءات سريعة ورادعة. فإذا استمرت هذه التعديات على الطيور المهاجرة وعلى الحيوانات البرية في المنطقة، ستخلّف أضرارًا جسيمة على التنوع البيولوجي، والمنظومات الحيوية الفريدة على منحدرات وتلال جبل حرمون (الشيخ)، والتي تشكل إرثاً طبيعياً وبيئياً وطنياً.
في هذا الإطار، تعمد إدارة محمية وادي الحجير ـ قضاء مرجعيون، على إحصاء عدد وأنواع الحيوانات والطيور التي تعيش في المحمية، وتوثيق كل الأصناف الموجودة. وقد أحصت إدارة المحمية 85 نوعاً من الطيور إضافة الى أنواع كثيرة من الحيوانات.
مصادر أمنية في المنطقة تحدثت عن مجازر شبه يومية بطيور البجع في العديد من قرى حاصبيا والعرقوب، ومنها ميمس، عين قنيا، الكفير، عين جرفا. الناشطون البيئيون في القرى الحدودية، لفتوا إلى ضرورة حماية هجرة الطيور وعدم التعرّض لها، لأنها تحافظ على التوازن والتنوّع البيولوجي. وطالب هؤلاء بضرورة منع التعرض للطيور المهاجرة بشكل جذري، تطبيقاً لبنود قانون الصيد اللبناني،على ان يشمل المنع صيد الحساسين والحجال حتى في مواسم الصيد لمدة سنتين، وذلك بقرار مجلس الاتحاد والقاضي بإعادة فتح الموسم في 15 تشرين الأول (أكتوبر) 2019، ضماناً لتجدد الفصائل المهددة بالانقراض.