مع بداية كل فصل جديد، تكثر التوقعات في سائر أنحاء العالم بصيف حار جداً، أو بشتاء قارس لم يشهد له العالم مثيلا، وغالبا ما يعوّل الناس على تلك الاخبار بغض النظر عن صحتها أو كونها مجرّد شائعات، إلا أن خبر حلول الشتاء الاقسى على أوروبا منذ 100 عام هزّ الدول الاوروربية كافة، وزاد من شدة هلع مواطنيها، خصوصاً مع ما يشهده العالم من تغيرات مناخية أدت الى كوارث طبيعية هائلة وأهمها الاعاصير وموجات الجفاف في بلدان عدة.
توقع بعض خبراء الأرصاد الجوية في أوروبا أن يكون فصل الشتاء المقبل الأقوى منذ 100 عام، لكن بعض الاختصاصيين أكّدوا أن الفصل سيكون “باردا جداً”، وقد يكون شبيهاً بشتاء عام 2012 – 2013، مستبعدين “كارثة مناخية”.
المتخوّفون من شتاء لم يشهد العالم مثيلاً له منذ 100عام، يؤكدون هواجسهم بالحديث عن كتل هوائية قطبية شمالية ستصل في غضون أشهر قليلة، بينما لن تظهر الشمس الا نادراً جداً.
خبير الارصاد الجوية الالمانية دومينيك يونغ أكد حقيقة ما ورد على لسان الخبراء، وشدد على أن “شتاء 2016- 2017 سيكون حتماً بارداً بشكل كبير وغير عادي، وستسجّل أدنى درجات الحرارة خلال شهري كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير)”، واشار إلى انه يرتجف “لمجرّد النظر في الخرائط والنماذج التي سجّلتها دائرة الارصاد الجوية الوطنية”.
لا تنتهي الامور عند هذا الحد، بل خفّض يونغ من صحّة ترقّب ربيع دافىء، مشيراً الى ان “الاوروبيين سيضطرون لانتظار شهر نيسان (أبريل) للشعور بدفء الشمس مجدداً”.
يتّفق عالم الارصاد الجوية التابع لموقعaccuweather العالمي جو باستاردي، مع زميله يونغ، وقدّم تشخيصاً قاتماً لشتاء أوروبا المقبل على انه سيكون “بارداً جداً”، وهما يركّزان معاً على ان سبب قساوة برد هذا الشتاء ستكون بسبب الكتل الهوائية القطبية الشمالية التي ستنتقل في كل انحاء أوروبا، فضلاً عن ما أشارت اليه ايلينا فولوسيوك، المتخصصة في مصلحة الارصاد الجوية FOBOS، بأن انخفاض النشاط الشمسي في تلك الفترة المرتبط بتغيّر المواسم، سوف يزيد من نسبة انخفاض درجات الحرارة.
وعللت رأيها بارتباط هذا الامر بتعطل حركة الكتل الهوائية، فـ”عندما يهب الهواء من المحيط الاطلسي، يصبح الشتاء اكثر اعتدالاً الى حد ما، يتميّز بذوبان متكرر للثلوج، فضلاً عن تساقط تلك الاخيرة بشكل رطب وسريع الذوبان، وبالتالي “فإنه عادة ما يرتبط التغيير في أشكال الحركة إلى النشاط الشمسي. اليوم، نحن نواجه فترة انخفاض درجة حرارة محلية، ولكن من السابق لأوانه الحديث عن التبريد العالمي و”العصر الجليدي”.
هذه التوقعات التي نشرت في موقع mes astuces دحضها موقع SCIENCE POST، مشيراً الى ان تلك التنبؤات الموسمية ما زالت في مراحلها الاولية، وبالتالي، واستنادا إلى دراسة النماذج العددية، فإن الدورة الشمسية أو الذبذبات الشمالية في المحيط الاطلسي، تبرز الاتجاه المتوقع للثلاثة أو الستة اشهر المقبلة، وبالتالي ليس من أي داع للخوف.
وفيما وعد الخبراء بالتحقق من هذه التوقعات خلال الاسابيع المقبلة، تجدر الاشارة الى ان مركز التوقعات المناخية التابع لهيئة الأرصاد الجوية الوطنية تحدث عن أن احتمال حدوث ظاهرة النينيا المناخية خلال خريف وشتاء 2016-2017، تتراوح بين 55 و60 بالمئة. هذه الظاهرة تتمثّل بحسب تعريف “ناسا” بـ “التفاعل بين المناخ والمحيطات، وغالبا ما ينجم عنها فيضانات وأعاصير”.
وكانت الارصاد الأميركية، قد أشارت في شباط (فبراير) 2016 الى أنه من المتوقع بصورة كبيرة هيمنة ظاهرة “النينيا”، خلال الأشهر المقبلة لأول مرة منذ سنوات، والتي تتسم ببرودة غير عادية لسطح المياه في المحيط الهادي.
وبينما تؤدي “النينيو” إلى تدفئة كوكب الأرض بشكل عام، فإن ظاهرة “النينا” تسبّب الموجات السيبيرية الباردة والجافة وبعض الكتل الهوائية القطبية الباردة الجافة. وتحدث ظاهرة النينيا يسبب برودة غير عادية لسطح المياه في المحيط الهادي خلافا لظاهرة النينيو، وتحدث بصورة مفاجئة كل سنتين إلى سبع سنوات، وتظهر في خريف نصف الكرة الأرضية الشمالي.
ظاهرة النينيا المتوقّع حصولها تدعم بشكل أو بآخر ما سبق من توقعات بأن شتاء أوروبا 2016-2017 سيكون الاقسى، وبالتالي يبقى مستوى احتمال هذه التوقعات رهن الاشهر المقبلة!