لم يحتفل لبنان يوم أمس الأربعاء 19 تشرين الأول (أكتوبر) بـ “اليوم العالمي للمرحاض” World Toilet Day، فالبنى التحتية من شبكات صرف صحي منجزة بمواصفات عالمية، ومتصلة بمعامل معالجة عصرية، ولا أزمة تُلوث البحر والأنهر، ولا مياه سوداء تفيض على الطرقات، لذلك، فلا ضرورة للتوقف عند هذه المناسبة، وكأن من أقر هذا اليوم أراده نوعا من الترف، وليس حاجة فرضتها الحياة العصرية مع الاكتظاظ السكاني في سائر دول العالم!

ولا يقتصر الأمر على لبنان فحسب، وإنما يطاول دولا ومناطق واسعة من العالم، لكن ما يثير الاهتمام أن هناك من يعتبر الحديث عن المرحاض نوع من “العيب”، بالرغم من أن مثل هذا الأمر على صلة بصحة الإنسان، حتى أن ثمة من يعتبر “المرحاض أفضل اختراع في العصر الحديث”.

 

لا يمكن حل مشكلة إذا لم تتحدث عنها

 

يقول مؤسس “منظمة المرحاض العالمية” World Toilet Organization جاك سيم: “عندما كنا أطفالا، كان كبارنا يقولون لنا: (لا تتحدث عن التغوط)، لكن هذه مشكلة خطيرة حقا، ولا يمكن حل مشكلة إذا لم تتحدث عنها”.

وفي إحصاءات صدرت مؤخرا، تبين أن هناك مشكلة خطيرة يعاني منها 2.5 مليار شخص يفتقرون إلى مرافق صحية ملائمة، ولذلك اعتمدت الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة (193 دولة) في تموز (يوليو) 2013، قرارا بمبادرة من سنغافورة يقضي بإعلان يوم 19 تشرين الاول (أكتوبر) من كل سنة “اليوم العالمي للمراحيض”، وذلك لأول مرة في تاريخ هذه المنظمة التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية.

ويدعو هذا القرار الذي شاركت في رعايته 121 دولة إلى إيلاء مزيد من الاهتمام لأزمة الصرف الصحي العالمية.

 

أزمة الصرف الصحي في العالم

 

وقال يومها نيو مارك نائب مندوب سنغافورة الدائم لدى الأمم المتحدة، أن “الحقيقة المحزنة هي أن مليار شخص لا يزالون يتغوطون في العراء، في حين لا يزال هناك 2.5 مليار شخص محروم من مرافق الصرف الصحي الملائمة”، وأوضح أن “تكاليف الصرف الصحي تعني بالنسبة للبلدان الفقيرة إنفاق ما بين 0،5 و 7،0 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، في حين تبلغ المكاسب على مستوى العالم من الاستثمار في الصرف الصحي نحو 260 مليار دولار سنويا”.

وتعمل حكومة سنغافورة – صاحبة مبادرة إعلان اليوم العالمي للمراحيض – في حملتها للمساعدة في حل أزمة الصرف الصحي في العالم، في إطار شراكة مع “منظمة المرحاض العالمية” World Toilet Organization غير الحكومية ومقرها سنغافورة، والتي تأسست في عام 2001، وتضم 534 عضوا هم في الغالب من الجمعيات المحلية المروجة لإنتشار مرافق الصرف الصحي.

 

المرحاض… لمحة تاريخية

 

يُرجح أن يكون قدماء المصريين، هم أول من استخدموا المراحيض، وكانت حجرية، واستخدموها بشكل واسع، حتى أنها كانت في بيوت العامة، وكانوا يحفرون أسفلها خزانات لتجميع الفضلات، ويتم التخلص منها لاحقاً، بحسب ما نقلت صحيفة “هافنغتون بوست”.

وعرفت روما القديمة أيضاً المراحيض، وقد أُنشئت مراحيض عامة في الشوارع، ساعدت كثيراً في التخلص من الفضلات البشرية. ورغم أنه يُنسب لروما القديمة، اختراع أول أنظمة مجاري في التاريخ، إلا أنها لم تُحسّن الصحة العامة، إذ إن الفضلات كانت تُصرف في مجاري الأنهار في النهاية، على العكس من قدماء المصريين، الذين منعهم تقديسهم للنيل من فعل ذلك.

في عام 1596 اخترع السير هارنغتون (شاعر بلاط الملكة إليزابيث)، ما يعرف حالياً بـ”المرحاض الطارد”، بعد ذلك أُضيفت إلى المرحاض آلية لمنع الجرذان والحشرات من الدخول عبر فتحة الطرد، في النهاية، طُبقت نظرية “السيفون” للفيزيائي الشهير “برنولي”، بتركيب صندوق مياه على مستوى أعلى من مستوى الصرف، للحصول على طاقة كامنة، ما يسمح بالحفاظ على مستوى معين للماء بشكلٍ دائم للحماية من تصاعد الروائح الكريهة.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This