تؤكد دولة الكويت حرصها على نشر الثقافة والوعي البيئي، وتعميم ممارسات صديقة للبيئة البحرية، عبر الجهات الرسمية المعنية ومؤسسات المجتمع الأهلي، خصوصا بعد أن شهدت البيئة البحرية في مراحل سابقة تدهورا ساهم بتهديد هذه الثروة الطبيعية والسياحية، ولذلك نشهد منذ سنوات عدة الكثير من المبادرات الهامة، والهادفة إلى حماية السواحل البحرية، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وفق خطط وبرامج علمية ومبادرات تتوسع عاما بعد عام.
ومن هذه المبادرات، إطلاق المرحلة الأولى من المشروع الوطني لرعاية البيئة البحرية أمس الأحد 25 أيلول (سبتمبر) الجاري، تحت عنوان “بحرنا يستاهل” في جزيرة “كبر”، لا سيما وأن هذه الجزيرة شهدت سابقا إجراءات أولية لحمايتها من التلوث الذي يهدد الحياة الطبيعية، كالتقليل من الزيارات لشاطئها، بعد أن رصد المسؤولون هجرة بعض أنواع الطيور النادرة منها، فضلا عن اختفاء بعض أنواع النباتات النادرة أيضا، وسيتم تحويلها إلى محمية طبيعية، ومن المتوقع أن تصبح عنصر جذب للسياحة المحلية والخارجية.
فريق الكويت البحري
وفي هذا المجال، أكد “فريق الكويت البحري” Kuwait Dive Team على أهمية المشروع الوطني لرعاية البيئة البحرية، لافتا إلى أنه يهدف الى المحافظة على السواحل والجزر الكويتية، وحماية مكوناتها الطبيعية، من خلال خطط مدروسة، وصولا الى بيئة نظيفة خالية من الاضرار والملوثات.
وقال نائب رئيس الفريق أحمد النوري لوكالة الأنباء الكويتية “كونا” Kuna بالمناسبة: “ان الحملة المخصصة لتنظيف الجزيرة شارك فيها ما يقارب 100 متطوع و150 غواصا قاموا بتنظيف الجزيرة وقاعها عبر جهد مهني متكامل”.
ولفت النوري إلى أنه “تمت إزالة ما يقارب سبعة اطنان من المخلفات من قاع بحر الجزيرة، وتم تركيب ستة مرابط بحرية حولها بواسطة فريق سنيار (فريق غوص كويتي)، اضافة الى تنظيف سطح الجزيرة وازالة قطع حديدية ومخلفات بلاستيكية واستهلاكية واطارات وغيرها بوزن طنين”.
استمرار المشروع عبر مراحل
وأوضح، بحسب “كونا” أيضا، انه تم رفع شعار الحملة محلقا فوق الجزيرة عبر فريق الطيران الكويتي التابع للنادي العلمي، فضلا عن تركيب ست لوحات ارشادية وسط جزيرة (كبر) للمحافظة على نظافتها من قبل خفر السولحل، إضافة إلى تزويد بلدية الكويت الجزيرة بحاويات كبيرة جدا.
وبين النوري انه “تمت مواجهة بعض العقبات، إلا أنه تم التغلب عليها نسبة إلى حرفية المشاركين”.
وأكد النوري استمرار المشروع عبر مراحل متعددة، وسيتم الاعلان عن كل مرحلة في حينها بعد التنسيق مع الجهات المعنية والمتخصصة، معربا عن شكره لتعاون الجهات، واصرارها على تنفيذ المشروع على الرغم من تقلبات الاحوال الجوية.